الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الخيانة كلمة.. لكنها متعدّدة

بواسطة azzaman

الخيانة كلمة.. لكنها متعدّدة

عبد المحسن عباس الوائلي

 

الخيانة كلمة غير محببة يكرهها الجميع لكن يمكن يرتكبها الجميع بقصد او دون قصد وهناك خيانة كبرى وصغرى كالذنوب الكبيرة والصغيرة واللمم منها.

ودعني اتكلم بايجاز عن الخيانة ان سمحت لي.. الله أبعدك عنها وعنا.. فكلمة الخيانة تتفاوت مستوياتها الاصطلاحية ولكنها في كل حالاتها تدخل في ما يكرهه المجتمع.. فمن اكبرها خيانة الوطن، مرورا بخيانة الامانة، وخيانة الزوجة، الى خيانة السر، وفي جميع الحالات يدخل الكره قاسما مشتركا ولكنه جانب خفي.

ففي حالات خيانة الامانة، يكون الجشع والحسد هما السبب في ان يخون الانسان الامانة، والجشع صفة ملازمة للغني، حيث يريد ان يزداد غنى، وقد يؤدي الجشع الى ان يخون الرجل، على الرغم من انه يملك امانة، رجلا غنيا مثله من بوابة الجشع. أما الفقير فقد يكون لديه الحسد، وهو ان يتمنى زوال النعمة من غيره، ومن بوابة الحسد قد يخون الرجل امانة رجل اخر، وتصيح الخيانة للامانة هنا اساسها الكراهية في السر، فلا يأمن الرجل لآخر ابدى له جشعه او حسده، ولكنه ابدى الحب جهارا، واخفى الكراهية سرا، فوقعت خيانة الامانة.

وفي حالة الحبيب، فقد يقول قائل ان الخيانة لا تحدث دائما بسب الكراهية سرا، فقد يحب الرجل زوجته ولكنه يحب اخرى من باب التغيير، او م ناجل الاثارة، وفي كلتا الحالتين هناك كراهية في السر للزوجة وحب معلن، وتتمثل الكراهية في انه لم يفكر او انه لم يهتم بمشاعر الزوجة، وعدم الاهتمام نوع الكراهية، حتى الذي لا يعير اهتماما لأبنائه، هو في صورة اخرى يكرههم، من دون ان يعرف ان عدم اهتمامه سيؤدي الى مشاكل للأبناء لم يكن يفكر فيها.

اما في حالة خيانة السر للصديق، فيكون الاستهتار والغباء هما السبب، الاستهتار الذي قد يضر الصديق، هو نوع من الكراهية في السر، لأن الصديق لم يكن ليأمن لصديقه لو لم يجد منه الحب والاهتمام علانية.

ان الكراهية في السر بوابة للخيانة بكل انواعها.. فمن يكره انسانا في السر، وشرط ان يظهر له المحبة في العلن، هو مشروع خائن، فحين يكره الانسان مسؤولا في السر ويبدي له الحب علنا، فقد يتعرض هذا المسؤول للخيانة حين يأتمن الكاره له على اسراره، حيث يكشف الانسان بالحب ما لا يكشفه لمن يكرهه.

حتى الحماة التي تكره زوجة ابنها في السر، وتبدي لها الحب علنا، فمن المؤكد ان الكره الدفين سيخرج في الوقت المناسب، ليقوم بدور الاذى الذي يخلفه كل خائن في من خان.

وهذا لا يعني ان نقيم العقاب على الكاره بجرم الخيانة، لأن الخيانة تتفاوت عقوبتها حسب درجة الاذى الذي الحقه بالأخرين، واعظمهم واشهدهم هي خيانة الوطن، حيث يكون الاذى على الوطن كاملا، والخسارة كبيرة لا تقاس بخسارة الفرد.. لهذا، هي من اشد العقوبات في جميع دول العالم، فلا رحمة لخائن، ولا تهاون معه.. فالحب غير الصادق يمثل خديعة اذن.. فاذا أحببنا يجب ان يكون هذا الحب صادقا حتى لا نخدع الاخرين، واذا أبغضنا احدا وصعب عليه أمر مواجهته بهذا البغض، فليس من العدالة ان نظهر الحب، فيامن لنا وتسهل خيانته. وربما يقول قائل ان الكراهية احيانا لا يمكن اظهارها كالحب، ربما خوفا او سعيا وراء مكسب..

فأقول ان اعلان الكراهية للشخص أقل ضررا من خيانته.. واستطيع ان اشرح الكثير عنها

ولكنني اترك ذلك لك وابعدها عنك وعنا وذلك على الله يسير.


مشاهدات 451
أضيف 2022/03/01 - 4:53 PM
آخر تحديث 2024/06/25 - 2:29 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 190 الشهر 190 الكلي 9362262
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير