الجحود ذنبان لا ذنب واحد
حسين الصدر
-1-
قرأتُ ما قاله أحد الشعراء فوقفت طويلاً عند قوله :
أقررْ بِذَنْبِكَ ثم اطلب تجاوزنا
عنه فانّ جحودَ الذَنْبِ ذَنْبانِ
-2-
لقد شاعت للاسف الشديد ثقافة الجحود والانكار وابتعد الكثيرون عن ثقافة الاعتراف والاقرار بالذنب تمهيداً لتحصيل العفو .
-3-
واذا كان العفو والتسامح عن المذنبين حتى مع الجحود سجية الأبرار فانّ هناك من لا يمنح عفوه لمن تجاهل اساءته وأنكرها .
-4-
وفي الحديث المروي عنه (ص) :
(مَنْ لم يقبل من متنصل عُذرا لم يردْ عليّ الحوض)
في إشارة تحذيرية من رفض أعذار المعتذرين.
ويُفهم من النص ضمنا الحث على ابداء الاعتذار لمن صدرت بحقه الاساءة .
-5-
ان الشاعر اعتبر الذنب مضاعفاً حين يصر المسيء على الجحود والانكار، تماما كما هو المتلبس بالجهل المركب :
هو لا يدري
ولا يدري بأنه لا يدري ..!!
-6-
لا ينبغي للانسان السويّ أنْ تأخذه العِزّةُ بالاثم فينكص عن الاعتراف بما جناه بحق الآخرين، كما ينبغي أنْ يكون الانسان السوي مَرِناً سموحاً بعيداً عن اختزان الأحقاد في صدره ، فيسارع الى قبول العذر ، ويلتحق بنادي الأطياب السَمِحِين لا المتكلسين المتصلبين .
وبهذا تردم الفجوات وتزول الجفوات .