ربيع العمر والقوة الحاكمة
صلاح الدين الجنابي
الرَّبيعُ كلمةٌ تحفزُ الذَّاكرة لاستحضارِ كلِّ ماهو ممتعٌ للنظرِ، الطبيعةُ الخلابةُ والأزهار الجميلةُ والمناظر الممتعةُ وكلّ ما يدخلُ السُّرورَ للنّفسِ، هناك اعتقاد أنَّ ربيعَ العمرِ في سنوات الشَّباب، قد يكون هذا صحيحاً ولكنَّه ينطبقُ على القوةِ العضليةِ والجسمانيةِ فقط أما بقيةِ أنواع القوى فغالباً ما تُمتلكُ بعد هذه الفترةِ (المعرفةِ، الثَّروة، ........). هنا يأتي دورُ القوة الأهم وهي قوة الإيمان باللهِ والتَّطبيقِ الحقيقي لها؛ فإذا كانتْ القوة المتحكمةُ والموجهةُ لبقيةِ القوى حينها تمتلكُ الإرادةَ والعزيمةَ اللازمةَ لصناعة عظائم الأمور، أما إذا كانت ضعيفةً ولا تستطيع السيطرةَ وتوزيعَ أدوار القوى الأخرى فإنّك تفقد القوةَ المحركةَ وتصبحُ بقيةَ القوى هزيلةً ولا تمد مالكها بالثَّبات والقدرة على مواجهة الصِّعابِ. فاحرص أن تكون قوة الإيمان هي المهيمنةُ والمتحكِّمة والموجِّهة لبقيةٍ القوى ولا تنسى أن ربيعَ العمرِ ليس له مرحلةً محددةً بل يعتمدُ على القوةِ المهيمنةِ التي تعتمدها للتَّحكم بما تملكُ من قوى؛ فهنيئاً لمن كانت قوَّتهُ المهيمنةُ الإيمان باللهِ. (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ? وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) (المجــــــادلة: 11).