الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عباس المفرجي يحتفي بصدور كتابه الثالث عشر: أحرص على الترجمة بأمانة وبدأت من يوميات قارئ

بواسطة azzaman

عباس المفرجي يحتفي بصدور كتابه الثالث عشر: أحرص على الترجمة بأمانة وبدأت من يوميات قارئ

بغداد - الزمان

 

صدر في بغداد الكتاب الثالث عشر للمترجم العراقي المغترب عباس المفرجي بعنوان (يوميات بائع كتب)، الذي يكلل رحلة قطعها قبل سنوات بدأت بيوميات قارئ، وقد التقته (الزمان) وكان الحوار التالي:

{ بين يوميات بائع كتب، كتابك الثالث عشر، وكتابك الأول مسافة زمنية وابداعية، ألا تقصّ لنا بعض مشاهداتك في تلك المرحلة؟

- رحلة جميلة كانت مع الكلمة خلال اكثر من 15 عاما، ، وأشير هنا الى انني بدأت ترجمة مقالات في الادب والفن قبل أن اخوض غمار ترجمة الكتب.. بدأت اترجم الكتب التي أحبها وهذه مسألة مهمة في الترجمة، فعندما تهوى كتابا وتشعر انه قريب منك ومن انشغالاتك تخلص بشكل كبير في الاعتناء بترجمته، وتحاول ان ان تكون هذه الترجمة أمينه وجيدة.. عكس ما يفرض عليك ترجمته من كتب حتى لو كانت مهمة.. الرحلة بدأت مع كتاب يوميات قارئ وهي بداية حذرة للترجمة اعني كونه اول كتاب قمت بترجمته، واشير بتواضع انني مع المترجم سامي شمعون كنا اول من عرف القارئ العربي بالشخصية الادبية (البرتو مانغويل)، إذ سبقني شمعون بترجمة كتاب تاريخ القراءة.. ولك ان تتخيل حجم المسؤولية التي وقعت على عاتقي وهي اهمية المؤلف واهمية الموضوع، لكن كان وجود خبير في فحص الترجمة مثل الكاتب سهيل سامي نادر ذلل الكثير من مصاعب البداية.. فقد امتدح الترجمة واختيار الموضوع... وهذا الرجل ذو ثقافة موسوعية.

{ يشترك بائع كتبك في هذا الكتاب مع مشاهير خاضوا التجربة كجورج اورويل مثلا… ما الجديد أو المثير في تجربة شون بيثل؟

- يمكن اعتبار الكتاب رواية مسليّة للغاية عن إدارة مكتبة في "ويجتاون" على الساحل الجنوبي الغربي لإسكتلندا. ، فهو مكتوب في شكل يوميات ، وسرعان ما نتعرف على طاقمه الصغير من الشخصيات الرئيسة ، ليس أقلها المؤلف نفسه ، ومساعدته، نيكي. هناك الكثير من الفكاهة اللطيفة في هذا الكتاب. الجميع هنا يتحدث عن الكتب والكتب القديمة والمخطوطات بشكل خاص، الكتاب ليس دراسة أو عرضاً لعيون الكتب في التراث الثقافي العالمي؛ بل سيرة المؤلف وصاحب المكتبة، شون بيثل، الذي يمتلك أكبر مكتبة لبيع الكتب المستعملة في إسكتلندا. التي تحتوي على 100000 كتاب ، موزعة على أكثر من ميل من الأرفف ، مع ممرات ملتوية ونيران مستعرة ، وكلها تقع في مدينة ريفية جميلة على حافة البحر. جنة محبي الكتاب . في هذه اليوميات المضحكة، يقدم شون نظرة من الداخل على تجارب ومحن الحياة في تجارة الكتب ، من النضال مع العملاء غريبي الأطوار إلى المشاحنات مع موظفيه ، يأخذنا معه في رحلات شراء إلى العقارات القديمة ودور المزادات ، ويوصي بالكتب (كلاسيكيات مفقودة واكتشافات جديدة) ، ويقدم لنا إثارة الاكتشاف غير المتوقع ، ويثير إيقاعات وسحر حياة البلدة الصغيرة ، دائماً بعين ناقدة.

{ في يوميات بائع كتب… هل اكتشفت أن الكتب هي التي تتحدث أم بائعها أم شخص ثالث؟

- البائع يتحدث عن اهمية الكتب والاثر الذي تركته، ويتحدث هنا ايضا عن الذين يقتنونها، هؤلاء لهم مواصفات خاصة،  وهم على استعداد ان يبذلو الغالي والرخيص من أجل اقتنائها..بعيدا عن من الذي يتحدث.. فالكتاب هو بطل (يوميات بائع كتب) لان الحديث يدور عن الكتاب طباعته وزمن طباعته، وعدد المرات التي طبع فيها، وما الذي قيل عن طبعته الاولى وهكذا. فتكثر الحقائق الغريبة في هذا الكتاب: من كان يخمن أن العملاء الذين يسألون عن الأناجيل لا يشترونها في الواقع؟ أو أن الطبعات الأولى ليست بهذه القيمة عادةً؟ أو أن مناقشة اتفاقية الكتاب الصافي يمكن أن تكون غير مملة؟ هو مؤمن حقيقي ، يقدم حجة عاطفية لأهمية الكتب - الكتب الحقيقية ، الورقية، المصفرة بمرور الوقت والملطخة بشروحات على مرّ الأجيال.فمن المدهش قراءة بعض أوصاف شون بيثيل للعملاء في مكتبته ، والتي لا يجرؤ أي شخص على تجاوزها على الإطلاق. نقدم هنا ، على سبيل المثال ، إلى أحد العملاء المنتظمين في المتجر ، السيد ديكون: "يتم تمشيط شعره الداكن الرقيق على وجهه بطريقة غير مقنعة حيث يحاول بعض الرجال الصلع إقناع الآخرين بأنهم ما زالوا يحتفظون بشعرهم" ..." يبدو كما لو أن شخصاً ما حمل ملابسه في مدفع وأطلقها عليه ".عندما أنشأ المالك الفخور لأكبر مكتبة لبيع الكتب المستعملة في اسكتلندا ، صفحة على الفيس بوك في عام 2010 ? أخذ "مخاطرة محسوبة وقرر التركيز على سلوك العملاء". هذه المذكرات الخاصة بسنة واحدة من عمر المتجر تفعل الشيء نفسه ، وأكثر من ذلك بكثير. للوهلة الأولى، هو حساب مسلي من الحياة. عندما لا يبحث عن الكتب في العقارات المتداعية ، يقضي المؤلف وقته في صيد سمك السلمون والسباحة في البحر والمشي على التلال. تم إحياء ثروات المدينة التي كانت تتدهور ذات يوم من خلال وصول مجموعة من المكتبات ، وينظم بائعو الكتب المحليون أيضاً مهرجانا للكتاب يجذب آلاف الزوار إلى المنطقة كل عام.

{ كيف توصف الترجمة؟ هل هي مهنة أم وظيفة ابداعية أم ممارسة مهنية؟

- الترجمة كما أرى عمل ابداعي ، بوصفه يعيد انتاج النص وفقا للغة المنقول اليها وهذا يتطلب طبعا من المترجم التمكن من الغة المنقول منها واللغة المنقول اليها، وهذا ما سيضيف للمترجم ثقلا اخر، واحدة من كبريات الفوائد من كونك مترجم تتمثل في أن وظيفة تناسب العقول الدائمة البحث عن كل جديد، طبيعة الوظيفة تعني انك تغطي مجال واسع من المواضيع وتواجه كثير من التحديات مع كل مشروع ترجمة. يجب ايضا أن يتوفر لديك حصيلة من الكلمات ومهارات لغوية عامة يتم تحديثها باستمرار.. فالمهارات التي يجب على المترجم توافرها به عديدة وذات مستوى عالي.

مفاهيم النص

{ في الترجمات الحديثة غالبا مايقوم المترجم بوضع شروحات لبعض المفردات والمفاهيم الواردة في النص ضمن هامش… ألا ترى أن مهمة المترجم تحوّلت من ناقل الى مفسّر للنص؟

- المتابع لكل ماترجمته من كتب هو كثرة الشروحات والهوامش التي اعتمدها في النص الموجود على المتن .. فاضافة الى الشروحات الموجودة في اللغة الاصلية، يجب ان تكون هناك شروحا من المترجم بعيدا عن المتن، تتولى شرح ما يمكن شرحه ووفق ما ينسجم مع النص العربي، مراعيا بذلك الثقافة الخاصة بالقارئ العربي ... حتى يتم أحيانا الإبقاء على بعض الكلمات بلغتها الاصلية، لا لصعوبة ترجمتها ولكنها في وضعها هذا لديها جرس خاص بها.. وعلى القارئ الحصيف ان يفسر هذا في سياق النص المترجم.

وهذا ما يجعل المترجم ناقلا للنص الابداعي بجماليته التي نعرف.

{ ما جديدك بعد كتاب يوميات بائع كتب؟

- هناك كتابان قيد الطبع سيصدران عن دار المدى، الاول، سعيا وراء الصوت، عن الموسيقار الايطالي انيو موريكوني الذي ألّف الموسيقى لأكثر من أربعمئة وخمسين فيلما وأكثر من مئة عمل من أعمال الموسيقى الكلاسيكية، ومن بين أشهر أعماله تلك الألحان والمقاطع الموسيقية التي تميزت بها أفلام المخرج الإيطالي سرجيو ليوني، فيما عرف بأفلام، سباغيتي ويسترن مثل أفلام حفنة دولارات، الطيب والشرير والقبيح، كان يا ما كان في الغرب وكان يا ما كان فى أميركا. وقام أيضاً بتأليف الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام المشهورة مثل المهمة، سينما براديزو، لوليتا، ومالينا. وكان الموسيقار الإيطالي، انيو موريكوني، تلقّى جائزة الأكاديمية الفخرية، الأوسكار، عام 2007 وفاز بأوسكار أفضل موسيقى تصويرية أصلية في عام 2016 عن فيلم "الثمانية البغيضون" إخراج كوينتن تارانتينو، بعد عدّة ترشيحات. والكتاب الآخر عن الكتّاب الكحوليون، الرحلة الى ايكو سبرينغ، الذي تأخذنا فيه مؤلفته، اوليفيا لاينغ، في رحلة عبْر أمريكا، تستكشف الروابط بين الابداع والاسراف في الشرب في أعمال وحيوات ستة كُتّاب استثنائيين: فتزجيرالد، همنغواي، ويليامز، بيريمان، شيفر، وكارفر.


مشاهدات 725
أضيف 2022/01/10 - 5:39 PM
آخر تحديث 2024/06/24 - 6:51 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 190 الشهر 190 الكلي 9362262
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير