المرأة والمساواة والسلطة
بناز كاويس الآغا
كان القرن الثامن عشر حقبة مهمة في تاريخ الغرب، أثرت على أوروبا والعالم الغربي عموما، لان في هذا العصر حدث تغيير كبير حيث خرجت أوروبا من ظلام القرون الوسطى لتضع أولى خطواتها على الطريق التي أخذتها الى العالم المعاصر والصناعة الحافلة بالتراث والامن والحرية.
مجموعة من الحركات الثقافية والسياسية والعلمية كان باعثًا لاخراج اوروبا والغرب من قيود وتقاليد قديمة والتحرر من رجعية الفكر. مع قدوم الرينيسانس عصر النهضة الى أوروبا استطاعت ان تحيا وتجدد الثقافة والعلوم الانسانية، وتضع المنطق والعلم مكان الرجعية والوحشية والتقاليد القديمة التي كانت سائدة في أوروبا آنذاك.
الى جانب الرينيسانس ظهرت حركة Enlightenment التنوير حيث كانت حركة فكريه وثقافيه و فلسفيه وعلمية وتاريخيه، غيرت طريقة مجرى تفكير وعقلية الأوروبي، ومهدت الطريق لظهور مجموعة من الثورات الاجتماعية والسياسية، لان الناس كانت قد مللت واقع اوروبا ولم يبقوا ساذجين اكثر من ذلك.
ثورة فرنسا عام 1789 كانت واحدة من اول نطفة ومنعطف للتغيير الى دنيا المعاصر. أصل هذه النطفة الديموقراطية الليبرالية بدأت من هذه الثورة وكانت لها ثلاث شعارات مشهورة Liberté يعني الحرية égalité يعني المساواة fraternité يعني الاخوة، هذه الشعارات الثلاثة صارت أسسًا لكل الثورات الاجتماعية والسياسية في دنيا المعاصر مثل المساواة بين الرجل والمراة والتحرر من العبودية Slave triad وحق التصويت او الاقتراع العام Universal suffrage لجميع البالغين بغض النظر عن الجنس او الدخل أو المكانة الاجتماعية او العرق او اي قيود اخرى.
منذ ثلاث مئة عام وحتى الان تتطورت وتقدمت اوروبا بسرعة فائقة من الناحية الثقافية والاجتماعية والسياسية والعلمية وخاصة في مجال حقوق المرأة، فالمساواة بلغ مستوى ان المرأة تشارك الرجل في جميع القطاعات، وتكون ذي شأن وتترقى في الرتب العالية يوما بعد يوم، بمعنى ان شعارات الثورة الفرنسية والافكار التقدمية في رينيسانس واسس الديموقراطية الليبرالية استطاعوا ان يفوا بوعودهم وينفذوا هذه الشعارات بكل حذافيره لتستطيع المراة ان تبني حريتها على هذا الاساس.
نحن في الشرق عامة وفي العراق خاصة ربما نحتاج ايضا الى رينيسانس فكري وثورة ثقافية واجتماعية لتمهد الطريق امام المراة في المجتمع لكي تكون ذي موقع ومكانة سياسية واجتماعية عالية لان المرأة لعبت دورها في نهضة الحضارات، وأثبتت قدرتها على التغيير الإيجابي في كل المجتمعات.
على المستوى المحلي تحظى النساء بفرص محدودة من القيادة والمساهمة في العملية السياسية مثلا، رغم انهن اثبتن قدراتهن كقائدات ورائدات في صنع التغيير، ولديهن الحق في المشاركة في العملية الديمقراطية بشكل متساوٍ مع الرجل، ولكنهن تواجهن العديد من الصعوبات التي تحول دون مشاركتهن السياسية.
ان المرأة الشرقية المعاصرة يجب ان تعمل في كافة مجالات الحياة، وذلك لأن عملها يساعد على التنمية ويساعد في تحقيق التوازن بين طاقات المجتمع. يجب أن تتمتع النساء في الشرق بنفس الحقوق الدستورية للرجال و نفس الفرص والالتزامات في كافة مجالات الحياة المختلفة.
معاملة المراة بشكل مختلف على أساس الجنس يعتبر تمييزاً، والتمييز أمر غير قانوني، يجب القضاء على كل اشكال التمييز ضد المراة، القوالب والصور النمطية يجب ان تختفي تماما لانه يضر المراة والمجتمع على حد سواء. تمكين المراة الشرقية من خلال التوعية والتعليم والدعم ومنحها مساحة اكثر من الحرية لتدرس وتعمل وتكون لها حرية التعبير، وتحرز مواقع تستطيع من خلالها ان تكون صاحبة القرارات.