في كربلاء .. مركز لرعاية الأطفال الأيتام .. يدهشك
قاسم حسين صالح
تقدر الامم المتحدة عدد الاطفال الايتام في العراق بخمسة ملايين طفل فيما تقدر وزارة التخطيط عددهم بـ(850)الفا.واذا افترضنا ان تقرير الامم المتحدة مبالغ فيه فان تقرير وزارة التخطيط يعني الارقام الرسمية المسجلة لديها ولا يشمل اضعافهم من المشردين واللقطاء الذين يرمون في الشوارع.وتعلق مفوضية حقوق الأنسان بقولها ..سواء كان العدد مليونا او خمسة ملايين فالأشكالية ليست حرب ارقام بل تكمن في عدم وجود حق لليتيم العراقي. يؤكد ذلك اعتراف محافظة نينوى بان عدد الاطفال الايتام لديها يبلغ 50 الف طفل ،وان رعايتهم تفوق تحمّل الحكومة المحلية والمركزية.وتضيف بانه لا يوجد هناك اهتمام بالرغم من ان العراق صادق على اتفاقية حقوق الطفل عام 1994 فيما ادرجت منظمة( انقذوا الاطفال) المعنية بحماية حقوق الاطفال في العالم..ادرجت العراق ضمن الدول العشر الاخطر على الاطفال في العالم والثالث عربيا من حيث حجم الاطفال الايتام الذين يعانون الفقر والتشرّد والحرمان.
مشروع انساني رائد
بدعوة كريمة من جهة كريمة زرنا (مركز رحماء بينهم) في كربلاء. ما كنا نحمل فكرة عنه،سوى انه مكان لرعاية الاطفال الايتام،وانه تابع للعتبة العباسية المقدسة،حدد شعاره (برؤية..انسان فعال في المجتمع) اي ان يخلق من الأطفال الايتام شبابا وشابات يسهمون في تطوير انفسهم والمجتمع.وحددوا اهدافه بتحسين المستوى التربوي والتعليمي لكون اغلب الأطفال الذين يتم استقبالهم في المركز غير مسجلين في المدارس ولا يجيدون القراءة والكتابة ، والاهتمام بهم مهاريا بتعليمهم مهارات رياضية وفنية وتكنلوجية وتعليمهم اللغة الانجليزية،ورعايتهم صحيا بمراحل تم تحديدها علميا ،فضلا عن المجالين القانوني والاداري ومناهج مبسطة توضح لهم الامور المهمة من دينهم الاسلامي. كان في استقبالنا الأكاديمي الدكتور شوقي الموسوي المشرف على المركز، ومدير المركز الشاب منير حسن عباس والباحث يعقوب كاظم عبيد وآخرون من وحدات العلاقات والتأهيل والادارة..اصطحبونا في جولة بممرات وغرف المركز فدهشنا ليس فقط بان غرف نوم الاطفال كانت مؤثثة بشكل انيق وجدرانها مزينة بتخطيطات جميلة، بل ولأن الممرات وغرف الدراسة كانت هي الأخرى مزينة برسوم ملونة بعضها ملتقطة من برامج كارتون يحبها الأطفال. لقد غمرتنا الفرحة ونحن نرى هذا الانجاز الانساني الذي يمكن ان يتطور الى مشروع انساني رائد، ليس في حدود مدينة كربلاء فقط بل والمحافـظات الوسطى والجنوبية، وما يحتاج اليه هو خبراء في سيكولوجيا الطفولة والمراهقة لهم خبرة ميـدانية في التعامل مع الاطفال الايتـام والمشردين يضــعون استراتجيـــة علمية تطـــــــبق على مراحل تتضمن برامج تأهيل نفسي واجتماعي،وأخرى ترفع قدرة الاطفال الايتام على التكيف مع المواقف ومواجهة الضغوط ودعم المناعة النفسية،وبرامج تدريبية لكوادر متخصصة بالعلوم النفسية والاجتماعية.
بوركت جهود العتبة العباسية المقدسة على هذا الانجاز الانساني الرائد،وعالي التقدير والتثمين لجهود العاملين فيه..مع خالص تمنياتنا بالموفقية.
كربلاء 16 ايلول2021
يواجهون الفقر والتشرد وكل حالة منهم تشكل قصة بينها رمي الاطفال حديثي الولادة اللقطاء في الشوارع فيما قدرت وزارة التخطيط عددهم ب 850 الف طفل يتيم واذا افترضنا ان تقرير الامم المتحدة مبالغ فيه فان وزارة التخطيط وقد يعزد ذلك الى ارقام رسمية لا تشمل اضعافهم من المشردين في الشوارع غير المسجلين لديها