عارف محسن يكتسب الشهرة مع زعلان الأسمر مايكلي مرحبا
بابل - كاظم السيد علي
للمطرب الجميل عارف محسن إسهامات متميزة في الأغنية العراقية آثرنا أن نتوقف لتحيته والتذكير به : فعلى الرغم من إن الساحة الشبابية الغنائية تكتظ بعشرات الأصوات إلا أن عارف محسن استطاع أن يبرز موهبته ويثبت نفسه من خلال برنامج ركن الهواة عام 1969 للمخرج كمال عاكف فكانت لديه موهبة الصوت الجميل والحضور الجيد مما جعله متأهل تماما لأداء الأغنية التي اختير فيها وهي مروا علي ّ الحلوين للمطرب الراحل ناظم الغزالي ، حتى حقق مكانة مرموقة فأنظم على أثر ذلك إلى كورس التلفزيون آنذاك إلى جانب زملائه فاضل عواد وسعدون جابر وغيرهم ، ومن ثم درس أصول الموسيقى وخاصة فن الموشحات على يد الفنان روحي الخماش .. وعند تخرجه قدم أطروحته وهي ( دراسة عن ألحان الفنان عباس جميل) وبعدها حصل على شهادة الماجستير من كلية الفنون الجميلة عن رسالته الموسومة أعمال ملا عثمان الموصلي الموسيقية دراسة تاريخية وتحليلية ، وعندما بدأ يشعر بنمو وتطور ملكته الغنائية استطاع أن يفرض صوته في الساحة الغنائية وذلك لكونه مثقف اغترف وعيه الفني من فرقة الإنشاد العراقية ومن المعهد ومن خبرات معظم الملحنين والمطربين )، هكذا وصفه الناقد يحيى إدريس .
فكانت أول أغنية سجلها هي لاصارت ولا تصير من ألحان الفنان فاضل عواد وبعدها استمر بتقديم أغانيه لجمهوره منها يانجمة ياسهرانه و أكول الله العايل وكذلك الأغنية التي ذاع صيتها بيت الناس وهي (زعلان الأسمر مايكلي مرحبا ) والكثير من الأغاني الجميلة يقول الناقد الراحل عادل الهاشمي عنه (وقد كانت لعارف محسن تجربة مهمة في ادعاء الموشحات والقصائد لكونه درسها وأجادها بصورة صحيحة على يد كبار الفانيين كما ذكرت سلفا ، ولان صوته صوت حلقي مشبع بالعاطفة ، فيه امتدادات في نبراته لكن هذه النبرات الممتدة فيها الخفوت لاالجهارة ، ويستطيع صوته المدرب في الغناء القوالب التراثية كالموشحات والأدوار والقصائد والموالاة والطقطقات أن يؤدي الغناء الصعب المراس) ، وهذا عين الصواب إضافة لكونه يمتلك مؤهلات صوتية وأدائية وتعبيرية ولذلك أجمل ماغنى القصائد المغناة وكانت أغنية لو أنباني العراف للشاعرة لميعة عباس عمارة ، وهي من الأغاني التطريبية الجميلة . وكان له رأي في الموجة التي استمرت في تشويه الأغنية على يد الطارئين والذين امتلأت أشرطتهم بأغاني تافهة وواطئة من الكلمات السوقية فيقول في إحدى لقاءاته : (ماأسمعه يدفعني إلى هجرة الغناء ، فأنا من جيل لايرتضي أن يكون الغناء سلعة تجارية ) .ترك الغناء وهجر البلد ليستقر في ليبيا حيث عمل مدرسا للموسيقى في معهدها العالي للموسيقى وبعد عودته إلى ارض الوطن رحل عنا 26 شباط 2002 اثر نوبة قلبية مفاجئة فكان رحيله خسارة للغناء العراقي لاتعوض لأبدا.