الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
على بن أبى طالب.. وليد الكعبة وسليل الشرف والمجد والبطولة 

بواسطة azzaman

على بن أبى طالب.. وليد الكعبة وسليل الشرف والمجد والبطولة 

حميد علي موسى

 

سلام عليك ياسيدي ياامير المؤمنين  ... ياابا الحسن سلام عليك يااخا رسول الله

ونحن في رحاب هذه الليلة ... ليلة التاسع عشر من رمضان التي وعدك بها ربك واخبرك بها سيد المرسلين بان يد الغدر والحقد ستمتد فيها اليك وتلقيك  صريعا مخضبا بدمك في محراب الصلاة سلام عليك ياسيد الوصيين ... واتوسل اليك وانا العبد الفقير لله ان تسمح لي بان افتح نافذة اطل من خلالها لاستحضر محطات وقبسات من سفرك الخالد الزاخر بالامجاد والبطولات والمناقب والكرامات من يوم ان انفرج جدار الكعبة لتدلف امك الطاهرة فاطمة بنت اسد وتدخل جوفها ليكون مكانا شرفك به خالقك سبحانه تولد فيه وترى النور من اول ابوين هاشميين من ال عبد  المطلب بيت المجد التي كانت اسرته تتعبد الله وتوحده وتتحنف على ملة ابيهم ابراهيم الخليل عليه السلام وخصتك السماء بان تكون اول واخر من حظي بهذا الشرف الرفيع حيث لم يذكر لنا التاريخ احدا سواك ولد بالبيت العتيق ولك السبق بأن  أول يد تلقفتك هي يد ابن عمك الصادق الامين محمد المصطفى بعد خروج امك بك تحملك ، يضمك الى صدره الشريف ويقبلك في ثغرك ايذانا ببدء مسيرتك بالايمان والجهاد    ياسيدي ....ياابا الحسن

كنت اول القوم اسلاما .. واقدمهم ايمانا .. واول من اسلم من الرجال وانت ابن العاشرة عاما من العمر بعد امنت برسالة السماء والتوحيد وخاطبك الرسول الامين حينها انت اخي في الدنيا والاخرة ... فكنت له وللاسلام درعا وسيفا جسدت قمة العطاء والتضحية والفداء عندما نمت في فراشه حين اراد الهجرة الى يثرب هو والمسلمين تخلصا من اذى قريش ... وكم كنت فرحا منتشيا دامع العينين ياحامي الجار وانت تسمع كلام رسول  الله يأمرك بالمبيت في فراشه ومواجهة قدرك لوحدك أمام من تحشد لقتل ابن عمك في وقت لم تتجاوز فيه العشرين من العمر الا قليلا ثم التحقت به ماشيا تقود رحال الفواطم حتى تشققت قدميك وتورمت في هجرتك الى الله ....

ياسيدي ياامام المتقين....

قد يظلمك التاريخ بان يحدد مسارات جهادك في سبيل الله لنشر الرسالة وقيم التوحيد ويوطرها بعد أن استقر بك المقام في يثرب فأنت أكبر من كل الصفحات التي عطرها سفرك البطولي لم تتخلف عن المشاركة في غزوات رسول الله إلا في غزوة تبوك التي استخلفك فيها على المدينة...  ويكفيك فخرا عندما جندلت أبطال قريش وفرسانها بدأ من معركة بدر إلى الخندق.... ويكفيك فخرا أخر بحمل راية الاسلام  عندما اشرأبت نحو رسول الله  أعناق الصحابة والمسلمين في يوم خيبر لمن سيعطي رأيةالجهاد..فسمعته ومعك الشجعان وهو يقول ساعطي الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه يحب الله والرسول ويحبه الله ورسوله...وعند فتح مكة أضيف لك شرفا آخر حين أمرك الرسول العظيم بالصعود على كتفه الشريف الى سطحها لتحطيم اصنام قريش واوثانها لتنهي الشرك للابد بعد ان قوية شوكت الإسلام وأكتملت رسالة التوحيد.

ياسيدي ...

وعندما وصلت اليك الخلافة التي نازعك عليها ابناء الطلقاء والادعياء   والاشرار ... لم يذكر لنا التاريخ انك بنيت او سكنت بيتا فارها مثلما يفعل غيرك ... كل الذي بنيته كوخا من اعواد القصب على ارض استأجرتها او اشتريتها بجانب مسجد الكوفة دخلت فية حتى لامس رأسك الشريف سقفه متضرعا الى ربك بالقول اللهم بارك لعبدك علي بن ابي طالب في داره  ... ويشهد لك التاريخ بفخر انك لم تلبس الحرير والثياب المرصعة بل بقيت مرتديا مدرعتك التي جئت بها من مدينة ابن عمك رسول الله وخاتم النبيين .. وانت القائل اما والله لقد رقعت مدرعتي حتى استحييت من راقعها وحتى قال لك قائل الا تنبذها عنك فاجبته ..اعزب عني فعند الصباح يحمد القوم السرى ..  اي زهد وعفة ونزاهة اتصفت بها ولم يتحملها زمانك ؟؟.. تمشي بها في اسواق الكوفة وازقتها واضعا اطرافها في محزمك والى جنبك ابنك الحسن تمارس دورك الرقابي وتوعض تجارها الى طريق العدل والاحسان وعدم بخس الناس اشيائهم والوفاء بالكيل والميزان .. ثم تتجه الى بيت المال توزع عطاءك بين الرعية والفقراء مساويا بين اهلك والرعية وبين الحر والعبد والسيد والمسود ولا فرق عندك بين القريب والبعيد حتى مع من ناصبك العداء وخاصمك .. 

وبعد فراغك تتوجه بوجهك الى ربك مصليا رافعا يديك بالدعاء والمغفرة والرضوان ... فكيف تستقيم لك الامور بهذا الحال .. ياسيدي ياابا الحسن وانت الاذن الواعية لمنهج القرآن والرسالة لم تهادن او تتهاون في تطبيق مبادئك التي امنت بها وترسخت في ضميرك وشخصيتك حتى اضطررت الى قتال الناكثين والقاسطين والمارقين الذين خرجوا عليك ولم يتركوا لك يوما تستريح به لتمارسك مهامك في بناء دولة الحق والعدل والمساواة  ... 

سلام عليك ياسيدي ياامام المتقين ويعسوب الدين ...

وانا العبد الفقير الى لله يطلب لطفك واحسانك  وسماحتك بان يستقرأ جانبا من شخصيتك ومبدأيتك يتلمس من خلالها ويستنشق عطر طهرك ونزاهتك وعدالتك وفروسيتك ومرؤتك حتى مع خصومك مرورا بتكالبت الدنيا عليك  وبسالة صراعك في إقامةدولة امتداد الرسالة؛ دولة العدل والمساواة وعاصمتها الكوفة زاهدا بالدنيا وما حولها من مغريات وعلى منهج القرآن وسنت وخطى ابن عمك الحبيب المصطفى في رسم معالمها وانت الذي تخاطبها " عليك.. يادنيا غري غيري  أالي تعرضتي ام إلي تشوقتي... هيهات... هيهات.. فإني طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها.." 0 وارسم لك صورة نقلها لنا التاريخ من احاديث عائلتك ...وكيف ودعتها والدنيا بطريقتك الخاصة في شهر الفريضة  عندما كنت تفطر من صيامك في هذا الشهر الفضيل  ليلة عند الحسن وأخرى عند الحسين وليلة عند ابن أخيك وزوج ابنتك عبد الله بن جعفر.... اية صورة ياسيدي أراك ... وانت في بيتك في مثل هذه الليلة تقلب بطرفك وبصرك السماء وتطيل النظر للكواكب... تنعى نفسك التي لم يدخلها الخوف والاضطراب يوما في ساحات الوغى عند منازلة فرسان قريش والعرب في صدر الرسالة خارجا إلى صحن دارك بعد أن فرغت من الصلاة تعيد النظر  للسماء مجددا وتردد مع نفسك... "هي... هي... والله.. الليلة التي وعدتها..لا كذبتُ ولا كُّذبت " وتقول ٌ " في غداة غد سينزل القدر المحتوم" تستحضر وتترقب لحظات أمنية الفوز بالشهادة التي عشت تنتظرها يوما بعد آخر..

ورثيت نفسك وخاطبتها قبل أن يحل بك القدر حين انحل مأزرك وانت تخرج من دارك قاصدا مسجد الكوفة تترنم بابياتك  :

اشددحيازيمك للموت  فإن الموت لاقيكا

ولا تجزع من الموت  

إذا حل بواديكا

كما اضحكك الدهر  

 كذاك الدهر يبكيا

واستجليك بدخلولك المسجد  ترتقي المأذنة تؤذن لصلاة الفجر ، تمر بالناس توقظهم.. حتى وقفت تكبر مبتدأ بالصلاة منقطعا إلى الله تذوب في ادعيتك في بحار أسماء وقدرة خالقك فاكَملت الركعة الاولى..

وما أن رفعت راسك في الركعة الثانية إلا وسيف ابن ملجم المرادي يهوى على هامتك فسقطت في المحراب صريعا هاتفا " فزت ورب الكعبة" مخضبا بدمائك خاتما حياتك  ومسيرتك في أطهر مكان بعد أن ولدت في اقدس مكان...فسمع الناس هاتفا بالسماء ينعيك .. تهدمت والله أركان الهدي.. قتل اتقي الأتقياء قتله أشقى الاشقياء

فسلام عليك وعلى روحك ونفسك الأبية... يامن فجع المسلمين باستشهادك... سلام عليك وعلى  جسدك الطاهر وجرحك النازف ودمك المراق الذي خضب شيبتك الكريمة وصدرك الشريف..


مشاهدات 2456
أضيف 2021/04/30 - 4:15 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 8:02 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 226 الشهر 226 الكلي 9362298
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير