الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
يا عباقرة الستوتة .. لكم المولات ولنا الحتوتة

بواسطة azzaman

يا عباقرة الستوتة .. لكم المولات ولنا الحتوتة

 حسين الذكر

شوارعنا خربة لم نمر بهذا السوء التحتي – بمعزل عن الفوقي – منذ سنوات وعقود ، فالحفريات والتخسفات وبرك الماء والانقاض والازبال بكل مكان حتى قرب منطقتكم الخضراء ، اذ لم يعد هناك – على ما يبدو – عمل مهني مبني على أداء الواجب قبل الإفادة والمصلحة الشخصية ، فمجرد ان تمشي بشوارع العاصمة بغداد التي كانت قبلة للعرب أيام زمان، ستثبت ما ذهبنا اليه فهو ليس من باب الابتزاز او التجني او الترف الإعلامي ، بل هو هم قلم ومعاناة وطن ، نسعى جميعا لاعادة صياغة مفرداته وبنائه بعيدا عن تشوهات الاميين والابتزازيين والطارئين والطفيليين الذين تمنكوا من المؤسسات حد الاشباع والهدم، أوان الدولة بجهازها الكبير وامكاناتها الأكبر وبرئيس حكومتها وكتلها  ونوابها واقلامها واعلامها ورموزها ان تعيد البهجة لمدن وشوارع صفر كأننا في قمة الصحراء مع اننا في خضم نهرين يحسدنا عليهما الاخرون . لا ادري ما هي العقليات التي تتحكم في شوارعنا ومدننا – في الأقل من ناحية المرور والعمران – فالزحام نفسه منذ خمس عشرة سنة في بعض التقاطعات برغم رفع كل الصبات وفتح الطرقات ، لكن ما زالت بعض الساحات تدار بلا عقل بلا ادنى وعي طريقة امية تنتشر فيها الاسلاك الشائكة والنقاط التفتيشية والمرور والمفارز والنجدات والقوات وكل شيء يؤخر ويخرب نظام السير فيها ، مما جعلها تصيب المواطن بالفزع والكآبة كلما مررنا بتلك الساحات، فهل يعقل ان مؤسسات الدولة بكل اجهزتها وعقولها التي تتبجح لا تجد فكرة واقتراح عمل يخدم المواطن بعيدا عن الابتزاز واللصوصية والمنتفعين من الازمات .كم هي المؤسسات التي لم تفلح حتى الان بحلحلة ازمة واحدة داخل العاصمة برغم ملايين الملايين من الدولارات تصرف شهريا تحت أسماء وظيفية حد البطالة المقنعة وعناوين استشارية رنانة وهي لا تمتلك من المشورة الفنية والعلمية شيئا، فعلى سبيل المثال تم استيراد باصات مصلحة نقل الركاب التي تسميها العامة ( الأمانة  الحمراء ) طابق واحد او طابقين ، لكنها عديمة لم تخدم حركة المرور العامة ولا تخفف عن كاهل المواطن ولم تشكل نقلة نوعية في جمالية المدينة الخربة وما فائدتها الا لمصلحة البعض ، اذ انها ما زالت تدار بطريقة ( العربانة ) والهرج والمرج ، لا تخضع لمعيارية خطوط المرور وخدمة المواطنين ، بل انها تسهم في زخم الشارع وزحمته في وقت اصبح العالم يتجدد كل يوم بفكرة جديدة لا تبنى على حساب الاخر ونهب جيوب المواطن بشكل مخجل مخز.(الستوتة وهي اشبه بالعربة الحديدية الصغيرة مركبة على دراجة بخارية بثلاث إطارات ) كظهارة جديدة من نتاج عباقرة العراق الجديد ، نراها تسرح وتمرح مع تؤمها (التكتك ) في المناطق الشعبية الأكثر تضحية  وفقرا وتحملا وصبرا وحاجة وعوزا في كل الازمان الدكتاتورية والديمقراطية ، فيما مدن وشوارع معروفة بسكن القادة او من ينظمون لركبهم فلا تجدها هناك ،ـ فالستوتة والتكتك اليات عمل منتشرة في الدول الاسيوية الفقيرة مثل الهند وبنكلادش وباكستان ، اما اوربا وبقية الدول الكبرى لا يمكن ان تجد مؤشراً معيباً مخرباً كهذا لبنية الشوارع والمدن وتبعاته المجتمعية الخطيرة  الا من قبيل رمزية تراثية ليس الا ، والسؤال هنا ، لماذا لنا الستوتة ولكم بقية الحكاية والحتوتة التي لم تنته بالمحطات والمولات والعقارات والعمارات والسفرات والايفادات .. فيما الشعب يعاني تبعات عقلوكم وخططكم وما أقترفت ايديكم ونتاج اجنداتكم، ألستم ديمقراطيون وجئتم على انقاض الدكتاتورية فاين الوعود والعهود والشعارات وانتم تسرحون وتمرحون بمقدرات شعب ابي كريم لا يستحق الا العيش الكريم.؟ لله شكوانا واليه ترجع الأمور وهو القادر على ما تصفون وتفعلون ولله في كل يوم حكم وفعل انه الجبار المقتدر .


مشاهدات 502
أضيف 2019/02/16 - 10:45 PM
آخر تحديث 2024/07/01 - 5:36 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 41 الشهر 468 الكلي 9362540
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير