حسين علي صالح ينحاز إلى مسرح الطفل: لا أستعين بالنصوص المحلية لضعف البنية الدرامية
بغداد - ياسين ياس
المخرج حسين علي صالح المتخصص بمسرح الطفل لم يقف عند حدود الثقافة المحلية وانما كان مصمماً ما يفكر فيه ويدعو اليه النظر في الثقافات الاجنبية والاستمداد منها والتفاعل معها ومنذ سنوات وصالح يسعى وراء الاقناع باساليب تربوية فنية حديثة مستفيدا من تأثره بعالم مسرح الطفل واهميته. التقته (الزمان) وكان معه هذا الحوار:
{ العمل في مسرح الطفل هو محور حياتك؟ هل هو تعاطف ام فكر؟
- نحن المسرحيون عندما نتكلم في مسرح الطفل هذا يعني فيها شيئاً من الانحياز. كل الكتابات للطفولة تتحدث عن مخلوق متكامل لكن بحاجة الى نضج كون مسرح الطفل يخلق ويعطي واقعة ذهنية قريبة من ذهن الطفل كونه لا يستطيع ان يعبر عن نفسه لكنه يستوعب واهمية مسرح الطفل ان يمد الطفل بتجارب حياته غير متاحة نحن نقترحها ونقدمها له بشكل واضح وسلس وبطرق حديثة حتى تكون اقرب الى نفسية الطفل وعقليته واخر مسرحية قدمتها هي مسرحية (الساحل والمصباح) فيها عبرة وقدمت بشكل فني قريب الى ذهن الطفل وبارشادات على شكل اسلوب قصصي حكائي.
{ من يكتب لمن، الكبار يكتبون للصغار ام الصغار يمثلون للكبار؟
- كلاهما الكبير يستمد فكره من الصغير وما مدى الحاجة اليه، والصغير يشعل الفكر التربوي ويطلق شرارته ويحفز اليه والمعادلة تكتمل بهما اما العنصر الثالث فهو قاسم مشترك بين القائمين على العمل المسرحي/ كاتب النص والمخرج والممثلون ومصمم الديكور والاضاءة والصوت والازياء وعليهم جميعا تقع مسؤولية الربط الفكري والتربوي والمسألة ليست سهلة اطلاقا كون مسرح الطفل اكثر تعقيدا من مسرح الكبار كونه يخاطب اكثر من شريحة ولكل منهم مقوماته.
{ ماذا عن كتاب المسرح في العراق هل اسهموا في تطوير مسرح الطفل ام ان نصوصهم عبارة عن تشخيص وتنبيه؟
- ابحث في نصوص مسرح الطفل عن قيمتين البناء الدرامي والقيم التربوية وبشكل عام اجد لدى كتاب نصوص الاطفال في العراق ضعفاً في البنية الدرامية وهذ مشكلة تجعل نصوصنا متدنية القيمة الفنية ولهذا لا استعين بالنصوص العراقية المحلية وانا متألم جدا كون الطاغي في نصوصنا ان الشخصية تفتقر الى النضج الفكري). واضاف (الفكرة في مسرح الطفل ينبغي ان تقدمها شخصية متميزة ولابد من مواكبة التقدم باساليب تربوية حديثة ومفاهيم جديدة اكثر تطورا لكني ارى وبلا شك ان جمهور مسرح الطفل هو هيئة التحكيم العليا وهو الذي يتوج النص وهو البطل الحقيقي للعمل).
{ عندما تكون ادوات مسرح الطفل مثالية هل تسهم في ايصال فكرة النص؟ ام تظهر في العرض المسرحي بتأثير من المخرج؟
- بكل تأكيد تسهم الادوات المثالية في تكامل العمل وتدعم فكرة النص لكن اين هي الادوات المثالية واين الخصائص الفنية) واضاف (انني ارى جغرافية مسرح الطفل منكمشة ورقعته ضيقة في احدى المؤسسات تجري تمارين مسرحيات وتعرض على قاعة غير مخصصة اصلا للعروض المسرحية).
{ واخيرا ماذا يمثل لك مسرح الطفل؟
- انا احب ان اعيش طفولتي من خلال ما اقدمه لمسرح الطفل وهو يحتاج ان يقدم له الكثير واقول ان الاطفال في العراق محرومون من اشياء كثيرة منها وسائل الفرح) واضاف (اريد ان اوصل صوتهم ومعاناتهم الى العالم لان من حقهم ان يعيشوا مثل باقي اطفال العالم). واكد (هناك الكثير من دول العالم تهتم بمسرح الطفل لانهم البذرة التي ستصبح نخلة وشجرة مورقة الثمار والاهتمام بمسرح الطفل من البيت الى المدرسة يصبح الطفل قياديا منذ طفولته والمسرح خير وسيلة للطفل لجذب انظاره من خلال الحوار والحركات داخل المسرحية).