مواطنو بغداد وأربيل يتخوّفون من إندلاع حرب أهلية وكركوك نقطة المواجهة

خبراء:على كردستان تقديم رؤيتها بشكل ودي للحفاظ على الإستقرار وضمان خيار الدولة الجارة

بغداد- اربيل- فاطمة كمال

ابدى مواطنون من بغداد تخوفهم من اندلاع مشاكل بين حكومتي بغداد واربيل في ظل تصاعد وتيرة ازمة استفتاء كردستان المزمع انعقاده يوم 25 من الشهر الجاري ، محذرين من حدوث الازمات بين العراقيين انفسهم كون العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش ، من جهتهم اعرب مواطنون من اربيل تخوفهم من التجربة المقبلة ما بعد الاستفتاء مستدركين بأنه الخيار الافضل لعدم استفادتهم من حكومة بغداد .

ازمة جديدة

وقال المواطن عمران سعد (43عاما) ان (الوقت غير مناسب لحدوث ازمة جديدة كون البلاد مازال يحارب تنظيم داعش في مناطق المحافظات) واشار الى (ان الشعب لم يعد لديه القدرة لتحمل مشاكل جديدة لذلك اتوقع ان تاجيل  اجراء الاستفتاء الى اشعار اخر سيكون افضل) . واوضحت المواطنة شيماء الهاشمي (33 عاما) ان (الشارع العراقي بدأت تراوده فكرة اندلاع حرب اهلية بين حكومتي بغداد واربيل وتشير التوقعات الى ان محافظة كركوك ستكون منطقة المواجهة) منوهة الى ( ان من غير المنطق ان يتم ادخال الشعب سواء كانوا في اقليم كردستان او المحافظات الاخرى في حرب اهلية خاصة وان ابناء محافظاتنا المحررة ما يزالت تداوي جراحها عما مرت به من بطش وظلم خلال السنوات الثلاث الماضية ) .

موضحة انه ( يجدر بالحكومتين الابتعاد عن حرب التصريحات والتلاعب بهدف بعقول استغلال مشاعر المواطنين وقومياتهم لاثارة غضبهم ) . من جهة اخرى ، اكد المواطن سلار محمد من محافظة اربيل ( ان المواطنين في اربيل متخوفين من هذه الخطوة ولكنهم يتوقعون ان تكون افضل من البقاء مع حكومة بغداد ) مستدركاً (موظفين اقليم كردستان مرت عليهم اشهر ولم يتسلمون رواتب من بغداد ) متسائلاً (هل فكر المسؤولين في بغداد كيف يعيش المواطنين اذا لم توفروا لهم الرواتب ؟ )

مشيرين الى (ان فكرة اجراء الاستفتاء ليست جديدة ووليدة اللحظة لذلك على بغداد ان تتقبل الموضوع وتدعمنا) وفي الوقت نفسه اعرب عن خوف الشارع في محافظة اربيل من اندلاع حرب مع القوات الامنية في بغداد متمثلة بالحشد الشعبي ) . وقال مسعود زنكنة من محافظة اربيل ( ان حكومة الاقليم ومسؤوليها بزعامة مسعود برزاني على يقين تام بأنهم لديهم القدرة على ادارة دولة وتحمل اعبائها المالية ) واشار الى ان (الشعب عانى كثيرا منذ ايام النظام السابق وحتى الان لذلك اصبح عليه ان يرتاح) واوضح ان ( الشعب يدرك انه امامه مسؤولية كبيرة في حال تم الموافقة على الانفصال لذلك فأن الجميع عليه ان يتحمل واما بغداد فعليها ان تتقبل الفكرة وتستوعبها وتبدأ معنا للعمل على خطوات الانفصال ) .

موافقة الحكومة

 قال المحامي احمد فاضل المعموري (ان خطوات الاقليم في الاستفتاء والاستقلال دون موافقة حكومة بغداد، سوف يمس بمصالح الدولة العراقية وأمنها القومي)، واشار الى (أنه يتعين على المسؤولين في اقليم كردستان تقديم رؤيتهم الى الشعب العراقي والبرلمان وترويج فكرة توضيح الحق الدستوري والقانوني والتاريخي وشرح وجهات النظر في المستقبل القريب من اجل بناء فكرة الاستقرار والتعايش بين الشعبين العربي والكردي، وضمان خيار الدولة الجارة، وتدعيم هذه الفكرة بالحق القانوني واعتراف حكومة بغداد) واوضح ان(هذه الخطوات سوف تعجل بالاعتراف الدولي والاقليمي وترغم دول الجوار المحاذية بالتعاطي مع الوضع الجديد وفق رغبة الشعب وقبوله بالتسويات وتقديم التنازلات). مؤكداً(ان خطوات تصفير المشاكل الداخلية برؤية شعبية عراقية تنم عن فهم عميق للوضع المحلي والدولي والاقليمي وأن حدود الشراكة بين بغداد والاقليم  في المستقبل قائمة كدولة جارة أفضل من اقليم متمرد بصلاحيات دولة كاملة).

وقال المحامي علي محمد العنبكي ( ان حق المصير يعرف في القانون الدولي بحق أي شعب في أن يختار شكل الحكم الذي يرغب العيش في ظلهِ والسيادة التي يريد الانتماء إليها ) واشار العنبكي الى ان (القرارين المرقمين 2955 في 12/كانون الأول/1972و 3070 الصادر في 30/ تشرين الثاني/ 1973 طلبت فيهما الجمعية العامة من جميع الدول الأعضاء الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وتقديم الدعم المادي والمعنوي وكافة أنواع المساعدات للشعوب التي تناضل من أجل هذا الهدف ) .

 واوضح ان (حق تقرير المصير مكفول بموجب العهود الدولية، وفي مقدمتها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر سنة 1966 والذي صادق عليه العراق في سنة 1970 والذي ينص على أن جميع الشعوب لها حق تقرير مصيرها بنفسها وهي حرة في تقرير مركزها السياسي وتحقيق نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي) .