الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ملامح السرد في روايات الراحل "احمد خلف"


ملامح السرد في روايات الراحل "احمد خلف"

بغداد – حمدي العطار

السرد لدى احمد خلف خلف يعتمد على داعامتين : الاولى : وجود قصة تضم احداثا، الثانية: أختيار الطريقة لمناسبة التي يحكي بها تلك القصة وهذه الطريقة هي التي توضح (ملامح السرد) عند احمد خلف.

*الحداثة وما بعد الحداثة

وطريقة السرد تستمد جماليتها من خلال تبني أحمد خلف ( الحداثة وما بعد الحداثة) ويخضع السرد في رواياته (الذئاب على الابواب والبهلوان) الى الاستذكار والاسترجاع ، فهو يقدم مائدة سردية حافلة وغنية للتعبير عن العلاقات المتداخلة بين شخصياته الروائية كجزء من الشخصيات الواقعية، التي تتصف لأنها شخصيات مثقفة وقلقة و شخصيات اشكالية!

* الزمان والمكان

السرد عند احمد خلف هي الكيفية التي تروى بها القصة بوجود (السارد والقصة والمسرود له) مركزا على (الزمان) – التقديم والتأخير- وثانيا (المكان) – استيعاب الخبر المكاني، ومن هنا تشعر أن للسرد شكلا متغيرا ومتطورا

*مستويات السرد

احمد خلف يجعل القارئ يعيش في عالم الرواية وكانه يعيش الواقع نفسه، والمتلقي يشعر أن الروائي وكأنه شخصية من شخصيات الرواية ، بينما تجد تداول مهمة السرد تنتقل بين شخصيات الرواية وكأنها تمثل الواقع وليس شخصيات روائية.

*اسلوب احمد خلف

اسلوبه سينمائي ، ويفرض المنظور سيادته على ما سواه من ثنائيات ، ويأتي بعد ذلك الايقاع الروائي ، ويحقق نجاحا في كسر انماط السرد التقليدية في عالم الحكاية أذ تخزن الاشياء والاشخاص مسالك وطرقا متنوعة لخلق الدهشة والمتعة والغموض الايجابي.

*السرد المفتوح

طالما أن الواقع الذي يتناوله الروائي متزعزع وغير متماسك فهو يضطر ان يستخدم (السرد المفتوح) ويبتعد عن السرد المغلق او الحكايات المغلقة في المشهد السردي لكي تتلائم مع رواياته التي تنتمي الى (ما بعد الحداثة) وبمقدور المتلقي أن يتلمس من خلال السرد مزاجية الروائي في السرد ولعبة المخاتلة التي يستمتع بها الروائي والتي يلجأ اليها عندما يحس تشعب السرد المفتوح.

*القراءة والاستبطان

علينا أن نستعين بنظرية (فونتاي) للقراءة ونحن ندرس روايات احمد خلف والتي تشكل تحديا للقارئ والناقد، وهذه النظرية توضح العلاقة بين القراءة والاستبطان (البنائية) والاستبطان من الناحية النفسية هو "تأمل باطني على ما يجري في عالم الشعور" ويرتبط  الاستبطان بشكل وثيق بالتأمل الذاتي ويتناقض مع الملاحظة الخارجية.

*الاحداث تسرد

حاول احمد خلف أن يجعل الاحداث نفسها هي التي  تسرد وكما لو لم يكن هناك سارد يسيطر عليها ويكتبها، ورواياته مغامرة سردية ممتعة لا يشعر القارئ ألا وقد انتهت اللعبة السردية ويتمنى أن لا تنتهي أبدا.


مشاهدات 57
أضيف 2025/01/09 - 2:17 AM
آخر تحديث 2025/01/09 - 6:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 358 الشهر 4232 الكلي 10094197
الوقت الآن
الخميس 2025/1/9 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير