مداولة إفتراضية .. عينات من أعراس الثعالب والمراهنة على الطلاءات النسائية
بين الشرف الصيني والقاتل الإقتصادي ومشكلة السوداني
عادل سعد
تعود معرفتي بالسيدة ام حسين الى صديقي المتقاعد خلدون الساعدي ،الضابط المحنك السابق في الجيش العراقي خلال حوارات متباعدة جرت بيننا في مقهى حافظ في شارع المتنبي المزدحم بالتحليلات المجانية . .
•كنا نتداول بقائمة المطبات التي يعاني منها العراق في الوقت الحاضر مفاجات مؤلمة وأخرى ضمن قائمة التوقعات بحكم الخصومات المستشرية والبيع والشراء بالذمم حيث يعرض البعض مواقفه بأرخص الاثمان .
•ابو الوليد اختصر الطريق عليٌَ ليقول (ام حسين چنتي بوحده ، صرتي بثنين ) . ومن حينها وضعت هذا المثل العراقي المتوج (بالحسچه) ضمن قائمة اهتماماتي ، وبدأت أبحث عن ام حسين طامحاً بمناقشة معها عن اخر مستجدات الاوضاع في بلادي ، وعلى الصعيدين الاقليمي والدولي . رأيتها في أكثر من متراس فقرٍ ، تفترش الارض لبيع ملابس قديمة عفا عليها الزمن ، أو باقات من الريحان والكرفس والنعناع والبصل الاخضر ، أو طلاء للوجوه النسائية ذات المواد الاولية النفطية المصدرة لنا من تايلاند ، أو من سفن ترسو على سواحل أسيوية وليس لها من مهمة سوى تصنيع هذه المواد بتحريض من الشيطان .
حاجة ماسة
•قلت لها ،ام حسين ،اطمح بمداولة معك فسارعت مرحبة وكأنها كانت بحاجة ماسة الى الفضفضة وكان سؤالي الاول عن اوضاع المنطقة ، اين هي ذاهبة ، وماهو رأيها بالهلع الذي اصاب البعض وكأن اكتساح الاسرائيلين لنا ولغيرنا قدر لا بد منه
استعدلت في جلستها متفرغةً للجواب وقالت ،هل تكتب كل ما سأقوله لك اما انك تغيّره على راحتك فتعهدت لها بالامانة المطلقة وعندها فحسب شمّرت أم حسين عن رأيها .
لنبدأ من سوريا التي تتعرض لظلم وسائل الاعلام حسب ماتتمناه وليس انصافاً للحقيقة ، هناك من يرى ان الرئيس بشار الاسد هرب من الجرجرة !! وهناك من ينسب له قلب الطاولة على الجميع ، الاسد اصابته تخمة التفرد بالسلطة الجائرة وبأتفاق ذكي غادر دمشق بالغطاء الروسي الكامل ، والواقعة الاخرى ، إن الجيش السوري لم يهزم بل سلم مواقعه عن طيب خاطر، بأختصار شديد ، الشروط الموضوعية تعرضت للتنكيل ،وعليك ان تؤسس على ذلك .
ام حسين اعادتني الى مثل امريكي غاية في المفارقة ،يقول المثل( لقد انتهى الاحتفال فلماذا تأخر عمال التنظيف ) وكأنها تقول انتظر وصول هؤلاء العمال الذين تأخروا ، وان عليك ان تبحث في الاسئلة الجوهرية ، مَنْ موّلَ ، مَْن أعد الخطط ، مَنْ دَربَ ، مْنْ تحرك ، مَنْ استخدم الطبول ، َمنْ أحرق البخور ، مَنْ باع واشترى بالحدث ، عندها فحسب تستطيع ان تقبض على الحقيقة ،الاعلام هذه الايام بمحركات المزاد
هناك رابحون مما جرى ، وهناك خاسرون خسارتهم جسيمة ،ولكن ليس كل شيءٍ ذاهب الى التسوية ، ألست على معرفة بحفلات الطلاق والاعراس التي تقيمها الثعالب .
•قلت لها اشكركِ على هذا التوضيح ، لكني اتطلع الى رأيك بالموقف العراقي لماذا هذه الرعددة ، وهذا الفزع الذي جعل البعض ينحني للاشباح ، قالت ، انه الخوف ولك ان تعيد الى الاذهان ، ان خمسة بيكبات مدججة بالسلاح الخفيف فقط سيطرت على الموصل عام 2014 واحالت منارة جامع النوري الى تراب وأحرقت كنائس المدينة وأديرتها ،،نحن بحاجة الى الثقة بأنفسنا ، إن الفاسدين وحدهم يريدون اشغال الراي العام العراقي بأنتظار المصيبة لسحبه عن الاهتمام بالسرقات القرنية! . سيدتي ، هل لي ان اسألكِ عن اخر المـــــــــستجدات على صعـــــــــــيد معالجة الاخـــــــــــفاقات المزمنة في الخدمات الكهربائية ؟ لماذا لم تستقيم الامور بشأنها ؟
قطاع خدمي
لكثرة اللصوص ، قالت أم حسين، الذين يتزاحمون على هذا القطاع الخدمي ، ولي ان اضيف لك معلومة على درجة عالية من المصداقية ، ان ما صرف على الكهرباء يكفي لتزويد اكثر من مئة مليون مواطن بها وعلى مدار الساعة ،وهناك معلومات تفيد ،ان قوى دولية واقليمية تستفيد من بقاء العراق ضمن حيز هذه المشكلة والا لماذا يحصل كل ذلك •عليك ان تسأل عن الانصاف الذي تعرض الى الاختطاف ، وضياع العدل في الرواتب ، وكثرة المستشارين البلهاء
ان السيد محمد شياع السوداني ، رئيس وزراء لا شكوك بشأن وطنيته واخلاصه ان ينتزع العراق من أمراض البطالة ، التسيب ، النهب ، الاهمال المتعمد ، لكن مشكلته حتى الان في ازدحام المستشارين ومشكلته ايضا ان هناك سياسيين في العراق وعلى المستويين ،الإقليمي والدولي لا يريدون له النجاح .
قاطعت السيدة ام حسين وقلت لها اجد من المناسب ان اشير الى أهمية انتظام تعاون عراقي مخلص مع الصين ،إذ من شانه ان ينقذ العراق من المراوحة التنموية حتماً . الصينيون اصحاب شرف في علاقات التعاون خلاف الامريكيين الذين في اي بلاد دخلوها افسدوها ، هذا تشخيص لايحتاج الى تحليل ولنلاحظ ما فعلوه في امريكا الجنوبية ، حوّلوا أغلب دولها الى حديقة خلفية للبيت الابيض الامريكي .
•سيدتي ام حسين ، هناك كتاب بعنوان القاتل الاقتصادي للباحث الأمريكي جون بيكنز ،الرجل كان ضمن طاقم المخابرات المركزية الامريكية .
كتابه ، اعترافات ضمير ازاح عن نفسه ثقل الذنوب
•لقد افزعني تدوينات الكتاب لكثرة الجرائم التي ترتكبها الولايات المتحدة بحق اقتصادات الشعوب
•المفارقة الصارخة سيدتي ام حسين ان الادارات الامريكية المتعاقبة تغض النظر عن تطور العلاقات بين اسرائيل والصين ولكنها تقاتل بكل الوسائل الخبيثة ضد اي كيان سياسي آخر يطور علاقاته مع الصينيين ،
•سيدتي الفاضلة ام حسين ، ازعم لنفسي انني اخذت على عاتقي منذ وقت مبكر مطاردة طغيان المستوى الهابط الذي يضرب العراق ، ليس بالمفهوم التقليدي المتداول الذي يحاسب عليه القانون ،ولكن بمستوى الوعود ، والورع الزائف ، وكثر الاكاذيب ، ومنصات الادعياء ، و فرص التخدير والا كيف لا تقيم الحكومة والنخب القضائية والنفسية والاجتماعية الدنيا ولا تقعدها ان يصل عدد الذين تم القاء القبض عليهم حتى الان من المتعاطين بتجارة المخدرات الى 14438 متورط ، الرقم يتضمن فقط الذين تم توقيفهم ولنا ان نضيف بقدر هذا الرقم ، الذين مازالوا طلقاء ، واي انحدار للسلوك ان يتم الاجهاز على عائلة من 8 اشخاص في استدراج تحكمه الخسة .
•سيدتي ، انحني تقديراً لكِ على هذه المواظبة من أجل العيش بشرف الرزق واملي ان نلتقي مجددا في مداولة اخرى ..