لغتنا العربية شرابٌ مُختلِفٌ ألوانَهُ
احمد كاظم نصيف
في كل عامٍ يحتفِلُ الكثير من الأوساط الثقافية التي تُعنى باللغة العربية بيوم الضاد، في الوقت الذي نَنْعَى بِهِ لُغتَنَا الجميلة؛ لأنَ الإساءةَ إليها عبر وسائل الاعلام بلغَ مبلغَاً فاق التصور، وقد مُورِست بحقِّهَا أبشعُ صور التشويه، ولم يعُد لثوب بلاغتِهَا أي إضاءةٍ. أمَّا كُتَّابُ الأدب ـــــ من يكتب الرواية والقصة والشعر ــــ الذين ينبغي أن تكون اللغة أداة التعبير الوحيدة في نتاجهم، فقد بعثروها وأساؤوا لها أيما إساءة، فلم نقرأ رواية، أو قصة، أو ديوان شعر يخلو من الاخطاء اللغوية والعلل النحوية، ولم أبالغ إذا قلت إن بعضهم لا تعمل في لغتهم حروف الجر!
هذا يسحبنا إلى اتهام من يكتب ــــ دون دراية بخيانة اللغة العربية ــــــ وعدم الادراك والوعي، من حيث يعلمون أو لا يعلمون. فعلى الجميع، وبالذات من يحملون لواء هذه اللغة المقدسة، أن يبادروا بالانتفاضة على كل من يسئ لهذه اللغة، ونحن هنا نناشد المجمع العلمي العراقي، وبيت الحكمة، وأقسام اللغة العربية في الجامعات العراقية، بالمطالبة بوجود رقابة جادة صارمة، وشديدة على الاعلام، ودور النشر، والصحافة؛ كي نحافظَ على لغتنا، بوصفِهَا هويتنا الوحيدة التي تميزنا دون الأمم، هذه دعوة نتمنى أن تكون أول أمنياتنا للعام الجديد، وكل عام ولغتنا بخير.