الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل هنالك ابداع في الساحة العربية؟

بواسطة azzaman

هل هنالك ابداع في الساحة العربية؟

مهند الياس

 

يمر الواقع   العربي بشكل عام في مرحلة تعد من اخطر المراحل العصيبة التي تتخللها ارهاصات الإحباط وتداخلات التخبط السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، حيث يكون المشهد

لهذا الواقع مرتبكا الى حد البؤس المأساوي . فقد اثرت عوامل كثيرة على رسم صور ة هذا التمزق ، مما أدى الى وضع المثقف في دائرة

الاضطراب النفسي الحاد والذي لم تهدأ افاقه ليتسنى له التطلع إزاء حقه في ابراز صوته بكل حرية وحتى يكون متألفا مع عطائه كماينبغي .

ومن هنا نرى ان العطاء الثقافي والفكري قد انحسرت روافده ولم يجد هذا العطاء منافذا للوصول الى ما يريده من انجاز على الصعيد الإبداعي في الثقافة والادب حيث اصبح الاديب والمثقف داخل دائرة الحصار والتضييق .

فمنذ بدايات الربيع العربي والذي رسم بدقة متناهية من قبل الدوائر التي تمسك بزمام الفوقية

في العالم حيث الاطماع ومحاولات الاستلاب والاستحواذ ولغرض سد احتياجاتها الاقتصادية بالذات  أولا وثانيا سد واغلاق ا طرقها التي تؤدي الى مواجهة تلك الدوائر كونها تشكل خطرا

لوجودها فاثرت بشكل او بأخرفي تحييد الثقافة الاصيلة والتي يتجسد من خلالها الوعي الحضاري المتلازم مع طموح المثقف .. لذ ا اصبح لزاما ان يكون التضييق حادا وحتى لا لاينفذ صداه ويكون مؤثرا فتتصدع خرائط مايريده اصحاب المخططات المضادة .

صوت المثقف

ومن هنا نجد ان صوت المثقف لا زال محاصرا فلم يستطع الافلات من تللك الاسوار المحيطة به فنرى ابداعة قد انحسر .

ولكن هذا لا يعني ان الصوت الذي تنبثق منه الكلمة يبقى مكبوتا فمسايل صداه تأ خذ مجراها

عبر خضم الملاحقة حيث لايمكن لهذا الصدى ان يخفت او يموت ذلك لان الكلمة وبطبيعتها تبقى في ذاكرة الزمن و معلقة في كيانه .

لقد اثرت احداث الوطن العربي بشكل او باخر على نفسية الكاتب والمثقف ولكن ما حصل عليه من محصلات عبر الاحداث يشكل خزينا سيخرج في يوم ما ويحدث لغطا واسعا على صعيد الشعر والقصة والكتابات الإبداعية الأخرى .

وهنا قد لا ننسى ان احداثا مرت على العالم  بحالات او بصورة مقاربة ونأخذ مثلا عندما كتب تولستوي روايته الشهيرة الحرب والسلم وفيكتور هيجو في البؤساء وتشارلز ديكنز في اوليفر تويست وغيرهم من رواد الرواية في العالم حيث كانت تعيش مجتمعاتهم ائنذاك غارقة بالفوضى السياسية والاقتصادية والاجتماعية فكان عطاءهم المبدع يحمل مثار الاعجاب العالمي .وهنا أقول ان الكاتب العربي والذي عايش الاحداث بكل صورها المجحفة ، تركت هذه الاحداث  تفاصيلا سيشهد لها القاريء عبرالتأريخ ويمنحها وسام اعجابه العالي ذلك لما تحمل من توثيق ابداعي .

ان الاحداث تموت يوما وان الكاتب يرحل ولكن الكتابة لاتموت ابدا فهي دا ئما ما تكون الأقوى عبر تحولات الزمن لان هذه التحولات هي التي ستقدم عطاءها الإبداعي .

 


مشاهدات 165
الكاتب مهند الياس
أضيف 2024/12/13 - 11:48 PM
آخر تحديث 2024/12/17 - 3:39 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 325 الشهر 7216 الكلي 10063311
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/12/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير