المحتويات عبر الإنترنت بين الرُّقيِ والإبتذال
حسين سامي الجعفري
من المشهور وما هو رائج في واقعنا العراقيّ، هو انتشار المحتويات المبتذلة، التي تقدَّم عبرَ وسائل الإنترنت كافّة، والتي عُرِفت بمشاهدها المُنافية لأخلاق مجتمعنا وطِباعهم والحُدود التي تربَّوا ونشأوا وفقها، فخدشت الحياء ودخلت أواسط البيوت ونشرت أسرارها إلى خارج نِطاقها الأصل، وأحرفت الأطفال والمراهقين إلى الانجراف خلف الباطل وصوره عامّة، وغيرها من المحتويات التي استُخدِمت وأُسلِكت لأجل المصالح الشخصية التي فاقت قيمة الأخلاق والأدب والذوق العام، نتيجة الإهمال والإخفاق في الأداء الأُسري والتربوي والرقابي.
ولكن، دون أدنى شك، تبقى هنالك خُيوط الأمل الوتيدة متناثرة بينَ حياتنا الاجتماعية والمهنية، وهي تجاهد بكلّ وِسعها لنشر آفاق الرُقي والأصالة العراقية التي سادت وتسودُ دَومها برغم العوائق التي تواجهها، وذلك من خلال الطاقات الذهبية سواء من الشباب أو الكِبار، التي نراها نيِّرة في تقديم شتّى المحتويات الهادفة والسامية، التي تهذِّب النفوس وتروِّضها على النجاح والصلاح، كما تحذِّرها وتُبعدها كلّ البعد عمّا يُطرح من المحتوى غير الهادف. إنَّ أهداف مواقع التواصل الاجتماعي وُجِدَت لتغيِّر نمط الحياة إلى الحداثة والحضارة الأعمق والأسمى، ولتنقل الواقع الإنساني إلى مكانة أكثر تطوُّرًا ممّا هو عليه، تماشيًا مع التطوُّر الحاصل في العالم، والمحتوى الهادف جزء من هذه الغاية الصائبة، وليس الهدف هو نشر وإعمام الإسفاف والابتذال والرجعية بين الناس.
وإنَّ مبتغيات أئمتنا (عليهم السلام) كانت ساعية لدفع الإنسان المؤمن الملتزم نحوَ النجاح والارتقاء بنفسه، وإبعاده عن كلّ ملوِّثات الأرض الغفيرة، وذلك من خلال النصائح والوِعظ والإرشادات الإسلامية العلوية التي قدَّموها للناس، قاصدين الرِّفعة والسُّموَّ لهم.