نحو وعي بلدي حقيقي
خليل ابراهيم العبيدي
كثيرا ما ذكرنا مديريات البلدية بواجباتها إزاء تراجع الخدمات، وتقادم التبليط في الشوارع والأزقة التي باتت ترابية، بدأت بلدية الشعب على سبيل المثال مؤخرا باكساء بعض الشوارع والأزقة الجانبية ، واستبدلت بطرا الارصفة الكونكريتية، غير أن جواب المواطن يا للاسف كان سلبيا، فقد عاد رغم نظافة الازقة المبلطة برمي القناني الفارغة وأعقاب السكائر وبقايا الطعام بل وحتى المناديل الورقية بتحدي سافر لكل مظاهر التحضر وتنكرا لكل قواعد المواطنة الحقيقية.
أن امثال اؤلئك المتجاوزين بحاجة للتذكير أنهم يتعاطون مع التحضر من خلال تفاخرهم بامتلاك الجوال وتعاملهم بالتقنيات الحديثة، ولكنهم يغفلون أن رمي النفايات على هذا النحو، هو أسلوب ينم تخلف صاحبه، وانه بحاجة لوعي بلدي قبل الوعي التقني، فالاصل الذوق وما التظاهر بالتحضر إلا تخلف بحد ذاته ، فليعمل الجميع على اشاعة النظافة في دروبنا بدءا من أصحاب المنازل كما كانت تعمل امهاتنا، مرورا باصحاب المحلات كما يعمل المواطن في بلدان جاراتنا وصولا إلينا كي نكون قدوة لاجيالنا، وسؤالنا اخيرا موجه للجميع متى يتغير حال شوارعنا ومتى نراها نموذجا للنظافة ومحلا للنظام، والحليم تكفيه إشارة الإبهام.