إنهيار المقدس ونهوض وعي العقل

مهند الياس

عادة ما ينسحب العقل نحو القناعات الخاطئة المتزمتة وحينما يصنع

المقدس كملاذ او كنموذج لخلاص الذات ، ويتخذ هذا المقدس مقاسا

لايمانه المطلق  تجاه هذا العالم المنفتح والذي لا يقبل الانغلاق اذ يصبح هذا العقل في حالة مضطربة حادة ربما يمكن ان نصفها بالامتوازنة

أي بمعنى انه يقع العقل   بين مطرقة صناعة المقدس الذي تفسره الحقائق العلمية بانه مجرد وهم يتجلى من خلال رد فعل العواطف والخيال

وبين تفاصيل وعي حركة الحياة التي كثيرا ما ترفض الامنطقي .

لقد ثبت وبدون ادنى شك ، بان المقدس الذي صنعته العقول عبر الأزمنة المتأخرة والمتقدمة اصبح مجرد هراء تتبخر معتقداته مع

تقدم وعي الوجود .

لقد كان المقدس فيما مضى – واقصد قبل قرون خلت – هو الذي يحكم العقل , وهو الذي يحكم بسيطرته على ميوله ونزعاته ولا يريد باي حال من الأحوال ان يتجاوز - أي العقل -على تطلعاته لكي يعانق الحياة من جانبها العلمي والمنطقي لئلا تتهشم جوانب هذا المقدس وتنهار عراه ، لذلك حاول أصحاب صناعة المقدس من الكهنة والمشعوذين المحافظة على سيطرتهم ومن خلال أساليب عديدة منها الترغيب والترغيب فيما يرسمه الغيب من صور ترسمه

مخيلاتهم بتفاصيل اشبه ما تكون بالدائرة المطلقة والتي يجب ام نحترم احتراما مطلقا .

ولما كان العقل ائنذاك يرضخ تحت وطأة الجهل المقيت والذي

ليس لديه حولة ولا قوة في الخروج من هذه الدائرة في حالة النفاذ

الى ماوراء هذه الدائرة فقد اصبح اسيرا إزاء قوانين الانغلاق .. حيث اصبح المقدس هوالكون والحياة بقانونه الروحي أولا وبتفاصيله المادية الحياتية ثانيا .

اذا لقد انهار المقدس وتحطمت تماثيله حين ارتقى العقل صهوة جواده وانطلق نحو مدارات الوعي والمعرفة ولم يعد هنالك من بقايا

غير اثارا تركها الماضي لاتزال تتمرغ قي  اوحال الهزيمة .

ان العالم الأوربي اليوم اصبح متحررا تماما من نمودج المقدس

بعد ان كان يخيم بظلامه ذلك لان التفكير العلمي والخروج نحو افاق الحياة الرحبة المبنية على اساس ا لمعرفة الدقيقة لكافة احتياجات الحياة التي يفرضها وعي العقل المتطور ومن كافة اوجهه .

ان انسان المستقبل الذي يحمل كيان طموحة بجدية فائقة هو الذي سيمنح الحياة وجهها المشرق ويبعد عنها ملوثات الاعتقاد الخاطيء

ويعطيها زخم التجدد عبر مساراتها المختلفة .