الحصيلة متنوعة.. وتبعث على الرضا
تجوال في مركز بغداد التاريخي والثقافي
عكاب سالم الطاهر
صباح الأربعاء الماضي ، كان التربوي القادم من كربلاء الحاج گاني ياسين آل جواد ، والاديب القادم من الفهود للإقامة في بغداد الصديق داوود حنون هاشم ، وأنا القادم من سوق الشيوخ للإقامة في بغداد منذ ما يزيد على ستين عاماً ، غادرنا منتدى الاسطورة المطل
على ساحة الميدان. وتوجهنا نحو مركز مدينة بغداد التاريخي والثقافي حيث البنايات القديمة. كانت أولى المحطات التي توقفنا عندها :
الساحة بين بناية من عدة طوابق متروكة منذ عام 2003 ، بعد الاحتلال من جهة ، وبناية قديمة كانت تشغل مقراً لمتصرفية ( محافظة بغداد ، ومديرية شرطة بغداد ومركز شرطة السراي )، من جهة أخرى. البناية متعددة الطوابق والمتروكة، كانت تُشغل من قبل الإدارة العامة لأحد المصارف الحكومية ، لعله المصرف الزراعي . تم ذلك في كافة العهود المتعاقبة على العراق من ملكية وجمهورية.
أما البناية القديمة التي تقابلها فقد شغلتها مكاتب متصرفين عديدين. نذكر منهم : عبدالجبار فهمي في العهد الملكي ، وخير الله طلفاح في العهد الجمهوري. وقسم منها كان مشغولا من معاونية شرطة السراي. ومن مديرية شرطة بغداد.
وفي كتاب مذكرات له ، ذكر أحد ضباط شرطة بغداد أنه في أواخر الليل يكثر في مركز شرطة السراي المقبوض عليهم من النشالين والسكارى.
نازك الملائكة
حسناً فعلت الجهات ذات العلاقة، حين أعادت تنظيم الساحة بين البنايتين . وقامت بتأثيثها بمصاطب الجلوس خاصة. بعد أن نصبت فيها تمثالاً للشاعرة الراحلة نازك الملائكة. أمام النصب توقفنا. ووثفنا زيارتنا بالصور. كانت شمس الشتاء ترسل أشعة محملة بالدفء. و ثمة زوار للنصب. وعدتُ لمصادري: هي الشاعرة نازك صادق الملائكة. لدت، لأب كاتب وام شاعرة ، في بغداد بتاريخ 23/8/1923 ، وكانت وفاتها في القاهرة بتاريخ 20/6/2007. تخرجت من دار المعلمين عام 1944. من كتبها:
عاشقة الليل ، شظايا ورماد ،
و.. الشمس التي وراء القمة.
التمثال من عمل النحات فاضل
ميسر.
ليس بعيداً عن تمثال الشاعرة ، جلست شابة. ملامحها وعمرها تفصح انها طالبة. استوقفتني ملابسها الداكنة. وثمة مسحة حزن وربما عوز. سمعتِ منها مناجاة منخفضة الصوت مع تمثال الشاعرة. ولأنها كذلك ، توجهتُ نحوها. ورجوتها أن تلتقط لي صورة
بهاتفي. فاستجابت. سألتُها عن مسقط رأسها ودراستها. فذكرت أنها من تلك المحافظة الجنوبية. وأنها تدرس في كلية الطب بتلك الجامعة. عدت لاسألها عن الذي كانت تردده بصوت خافت؟. أجابت انها بعض قصائد الشاعرة. فانا معجبة بها.
نحو المتنبي
تركنا الملائكة والمعجبة بها، ومركز شرطة السراي ، وتوجهنا نحو ديوان المتنبي. فوجدناهعامراً بالزوار. والمرجح أن معظمهم طلبة جامعيين ومن كلا الجنسين. وثقنا زيارتنا بالتقاط الصور. تحت شمس دافئة ، وعلى إحدى المصاطب جلسنا. حينها عقب الصديق گاني بقوله: الذي أنقذ سكان الاهوار من تأثيرات تغذية غير صحية وغير كافية ، هي: الشمس والتمر والسمك.
انتهى