العلاقات الكردية الخليجية 

يونس حمد

الكرد أمة عريقة في المنطقة، لهم لغتهم وثقافتهم الخاصة، ويلعبون دوراً مهماً في الحضارة والتقدم، وقد عانى الشعب الكردي طويلاً من ويلات الأنظمة الحاكمة في الدول التي قسمها البريطانيون والفرنسيون، ولن أتحدث عن الحضارة والتاريخ الكردي، لأن تاريخ هذه الأمة معروف، ولا بد من الحديث عن العلاقات الكردية الخليجية منذ القدم وحتى الآن. يعتقد الكرد أن شعب الخليج شعب عريق وذو موقف ثابت تجاه كل القضايا، ويحب الحياة والسلام، ويحمل على عاتقه تجسيد روح الأخوة بين الشعوب، بغض النظر عن جنسهم أو مظهرهم، وهذه صفات حميدة يتمتع بها شعب الخليج. ولهذا نرى دائماً أن شعب الخليج يختلف في تفكيره عن الشعوب الأخرى، وخاصة في الشرق الأوسط. وإذا عدنا إلى الماضي فإن الكرد لم يتحدثوا بسوء عن شعب الخليج، وكان شعب الخليج ينظر دائماً إلى مصالح وقضايا الشعب الكردي بشكل إيجابي، ولم نشاهد أحداً من أي دولة خليجية في المؤتمرات أو على الشاشات أو في أي مكان آخر في الخليج يتحدث بشكل غير لائق عن حقوق الشعب الكردي، وهذا جعل يحترمون دول الخليج العربية وشعوبها، فالشعوب الخليجية الكردية ، إلى جانب العديد من الشعوب الأخرى في العالم، يشتركون في العديد من الخصائص والتطلعات المشتركة عبر تاريخ العلاقات الودية التقليدية بينهما. فكلا الجانبين من شعوب الحضارات القديمة التي قدمت مساهمات كبيرة في تطور البشرية. إن شعوب التاريخ والحضارات القديمة تشترك في العديد من التقاليد والتطلعات والصفات الأخلاقية المميزة. وهذه الخاصية تنطبق عملياً على الشعبين الكردي والخليجي. إن دول العالم غنية بحضاراتها، والشعب الخليجي والشعب الكردي من الشعوب المتحضرة. وعلى الرغم من العلاقات الودية الطيبة بين الشعبين، إلا أن هناك حاجة لمزيد من التواصل والانفتاح لتحقيق تفاهم أعمق وأفضل بين الشعبين، من خلال الترجمة المتبادلة، واللقاءات الشعبية بمختلف أنواعها، ونقل المعرفة الأدبية والثقافية والحضارية من خلال النشر الأدبي والثقافي وحتى الفني وغيره من المجالات المهمة.