(أحمدي).. أشهر القواميس الكردية العربية
السليمانية - باسل الخطيب
أراد عالم كوردي جليل تعليم ابنه اللغة العربية بطريقة مبسطة، فلجأ إلى الشعر، كعادة أهل ذلك الزمان، ووضع قاموساً بات من أشهر القواميس الكردية العربية، هو قاموس أحمدي.
يقول د. ياسين طه، الباحث والمشرف على المخطوطات في مركز كوردستان للوثائق والبحث الأكاديمي، إن العلامة الجليل معروف النودهي «لجأ إلى الشعر لتعليم ولده كاك أحمد شيخ اللغة العربية بطريقة مبسطة ومحببة فوضع قاموساً بات يعرف باسم ابنه»، ويشير إلى أن الطلاب في التعليم الديني «يدرسون قاموس أحمدي لتعلم اللغة العربية كونه من أشهر القواميس الكردية باللهجة السورانية والثاني بعد قاموس نوبار الذي أعده الشاعر الكبير أحمدي خاني (1650- 1707) باللهجة الكرمانجية».
والشيخ معروف النودهي (1753- 1838)، هو محمد معروف بن مصطفى بن أحمد النودهي الشهرزوري البرزنجي الشافعي، ويعرف بالشيخ معروف النودهي، وبالبرزنجي. ولد في قرية (نودي) بالسليمانية وإليها نسب، وهو سليل أسرة يتصل نسبها بالسيد عيسى البرزنجي الحسني، تلقى علومه الأولى في قريته عن والده، ثم أكمل تحصيله عن الملا محمد الحاج، فأجازه في الفتوى، اشتغل بالعلوم الدينية ودرَس في جامع مدينة السليمانية، وتوفي فيها.. وكان باحثاً متصوفاً ومن زعماء الطريقة القادرية.
نطاق واسع
ويضيف د. ياسين طه، أن النساخ في الجوامع والتكايا كانوا «ينسخون قاموس أحمدي على نطاق واسع للاستفادة منه في التعليم الديني»، ويبين أن عائلة الكاتب والناسخ الملا عبد الرحيم الجوري «أهدت مركز كوردستان للوثائق والبحث الأكاديمي نسخة منسوخة من قاموس أحمدي ليحتفظ بها مع باقي الوثائق النفيسة التي تشكل أرشيفه التاريخي والتراثي».
ويوضح أن قاموس الأحمدي هو «ترجمة شعرية لمئات الكلمات الكردية إلى اللغة العربية مثل رأس س ه ره عین چاوه بدن قالب اسم ناوه أنف لووته حاجب برو فخذ رانه ركبه ئه ژنو وقد تم تنظيمه في جزأين الاسم والفعل بلغة بسيطة وسلسة وتم تحقيقه ونشره في عدة طبعات حتى الآن»، ويلفت إلى أن عبد الرحيمي المحمودي «قام مؤخراً برسم وتصحيح أغلب كلمات قاموس أحمدي».
ويذكر الباحث ياسين طه، أن للشيخ النودهي «تصانيف أخرى غير قاموس أحمدي منها الفرائد في العقائد والقطر العارض في علم الفرائض وتنقيح العبارات في توضيح الاستعارات في البيان وتخميس البردة وفتح الموفّق في علم المنطق ووسيلة الوصول إلى علم الأصول وقد دوّن سيرته قاضي السليمانية الأسبق الشيخ محمد الخال في كتابه الموسوم الشيخ معروف النودهي البرزنجي الذي طُبع في بغداد»، وينوه إلى أن الشيخ كاك أحمد «سار على نهج والده حيث ألف رسائل علمية منها شرح قصيدة سلم الوصول إلى علم الأصول لوالده الشيخ معروف وحاشية على شرح كمال الدين الفسوي وعلى شرح الشافية للنحوي الكردي الشهير مصري النشأة ابن الحاجب إضافة إلى كتابة الحواشي على جمع الجوامع في أصول الفقه».
ويؤكد على أن أهمية القاموس الكردي (أحمدي) تكمن في «السهولة وفي سعة انتشاره في المدراس الدينية في كردستان طوال عقود»، ويتابع أن قاموس أحمدي هو «أشهر ثاني قاموس كردي عربي بعد قاموس نوبهار الذي أعده نظماً كاتب ملحمة مم وزين الشهيرة قبل أربعة قرون لمساعدة الأطفال الكرد على تعلم اللغة العربية».
كلمات كردية
یعد قاموس (نوبهار) أقدم قاموس كردي عثر عليه حتى الآن، ألفه الفيلسوف الشاعر (أحمد خانی) في آذار/ مارس عام 1683، وقد كتب القاموس بالأبجدية العربية، وترجمت فیها الكلمات الكردية إلى العربية. وقد دون الشاعر 6000 كلمة كردية من اللهجة الكرمانجیة الشمالية، وقدمها بأسلوب شعري ومن الكردية إلى العربية. وبهذا يعد المؤرخون أن هذا الأثر هو أقدم كتاب في أدب الأطفال باللغة الكردية.يذكر أن مركز كوردستان للوثائق والبحث الأكاديمي، هو مركز متخصص تابع لجامعة السليمانية بإشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الكردستانية. تأسس عام 1918 بهدف بناء رواية كردية عن تاريخ الكرد وتراثهم.