آهات لذكريات
عبد المحسن عباس الوائلي
كثير الخلوات مع نفسي.. لا صديق.. لا رفيق.. لا أنيس.. فمرة تكون تخيلاتي جميلة.. واخرى تكون هزيلة أسخر منها فأبدا بالحياة.. وبعدها أروح بعيداً وفي مخيلتي أشياء كثيرة فأنا كلي ذكريا كلي اهات كلي حسرات.. الحياة زهرة.. والزهرة ربيع.. والربيع الدائم، هو روحك وروحي، لأنها لا تشيب، ولا تعرف الخريف، متى كان الايمان في قلبك، عميقاً، الايمان بكل شيء، بالله، ووحدانيته، برسوله، ورسالته بالدنيا، خيرها، وشرها، بالموت، والآخرة، عقابها وحسابها، متى امنت واعترفت بكل هذا، يتبقى روحك دائمة الشباب، لا يغيب ربيعها ولا تجف أنهارها، لأنها تبقى تتدفق حبا، وعطفا وحناناً، تحب الحياة وتحن لأهلها، وتعطف على من ذهب ربيعه، وبقيت أرضه جرداء، جرداء خاوية وتساقطت اوراقه، وحل بحياته الخريف، بكل كانت حياته خريفاً دائماً، لم تزهر بأرضه زهرة، ولم تتعطر روحه بعبير الحياة، فتحسس معي اللامساواة، بين جنة خضراء، وأرض صحراء، وقلب عمره الأيمان.. من أنت يا امرأة تحلقين في الذاكرة، وتفترشين اللحظة معي، تلقينني في ثنايا الخطوات السائرة نحو شواطئ الاستقرار، يسهل عليّ وضعك في اللاوعي! وتصعبين عليّ في الوعي، وبين هذا وذاك يولد جواب لمن يريد جواباً جاهزاً يراه قد طال انتظاره في عاديات الحياة لعمر على اساس اعمارنا. اتلقييني كل يوم، والقاك كل ساعة، وكلينا يرتدي ثوب علاء الدين فلا تراني، ولا اراك، ونكتفي بصدام الاماني، والمشاعر، ثم نتعب تخيلاً وتحادثاً فنتكئ على مصطبة الأماني بانتظار لحظة تأمل جديدة، وسفر جديد في وعي اللاوعي، نقبل بهذا دونما خيار ثالث، ما دمنا مجهولين الواحد للآخر، ويوم سنلتقي في محطة الأيام المنتظرة لا تستعجلي الغرق ولن أحاول الانبهار فجأة، لأنك مثلما هو انا كذلك لا نفصل افتراقاً كافتراق جمرة لامست قطرة ماء. دعيني متقداً شوقاً لكل ما بنيته في دواخلي لأجلك، وساعدهم متقدة لكل ما شيدته لي ولك للمستقبل، دعي كل الأمور عادية بلا مفاجآت لأن المفاجأة الأكبر هو ان يستمر لقاءنا مورداً، زاهياً طفولياً ماسك بروعة وانبهار اللحظة الاولى.. حيث التقينا اتذكرين اين التقينا كل شيء قابل للنسيان، ولكني ولن ولم انساك ابدا ابدا، هل اذكر اسمك ذكرته مرات عديدة وهو مكتوب بقلبي، وقلبي لا يموت لأنك تتحركين فيه دائماً.