علم التداوي بالأعشاب بين المفترض والواقع
قتيبة العزي
إنّ أحد أقدم أنواع العلاجات التي عرفها العالم هو العلاج بالنباتات أو الأعشاب، فقد برع الصينيون والمصريون القدماء في علم التداوي بالأعشاب؛ حيث استخدموا العديد من الأعشاب في علاج الكثير من الأمراض بالإضافة إلى استخدامها في التحنيط، وكذلك في أمور الزينة والتجميل.
وفي العصور الإسلامية إنتشر علم التداوي بالأعشاب، وظهرت الكثير من الكتب والمخطوطات التي تشرح بصورة واضحة أنواع الأعشاب الطبية المختلفة وطرق استخدامها وأنواع الأمراض المختلفة التي تستخدم فيها مثل هذه العقاقير الطبية مثل: تذكرة داود، وكتاب الطب لابن سينا، وغيرهما من العلماء الأكفاء الذين كانت تدرس كتبهم لعدة قرون في المعاهد العلمية الأوربية.وبالرغم من التطور الهائل في علم الأدوية، فإن الحقبة الماضية شهدت عودة إلى استخدام الأعشاب الطبية في علاج الأمراض كواحدة من أهم أفرع الطب البديل. إذ تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية (WHO) أن 80٪ من سكان العالم يستخدمون حالياً الأعشاب كعلاج طبي أولي. واليوم يبحث علماء الأحياء المجهرية، وعلماء النبات والعديد من الباحثين الكيميائيين في النباتات الطبية ويطورون الأدوية التي تحتوي عليها، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن حوالي 25٪ من الأدوية الحديثة المستخدمة في الولايات المتحدة تحوي بالفعل على الأعشاب.حيث تساعد الأعشاب أو النباتات الطبية في؛
خصائص علاجية
- علاج الخلل الوظيفي لأعضاء الجسم، لإحتواءها على مركبات تتميز بخصائص علاجية ومضادة للإلتهابات و الأكسدة.
- الوقاية من الأمراض، ولتعزيز مناعة الجسم لغناها بالفيتامينات والمعادن.
- كما تستخدم كعلاج مساعد بجانب الأدوية التقليدية.
ولكثرة النباتات الطبية وتنوعها واحتواءها على انواع مختلفة من المركبات الكيميائية الفعالة التي لها خصائص علاجية مختلفة، فكل نبته أو عشبة لها خاصية علاجية ثمينة لا تصلح استخدامها مع أمراض أخرى، أو لها تأثير سلبي او قد تتفاعل اذا اخذت بجانب عقاقير طبية معينة، فهي علم قائم بحد ذاته، لهذا يقتضي الأمر دراسة الأعشاب الطبية واختبارها ومعرفة آثارها الجانبية على وجه الدقة، وتحديد الفترة التي يتم أخذ هذه الأعشاب بما يضمن إعطاء النتائج العلاجية المرجوة بدون آثار جانبية غير مستحبة قد تحصل بإستمرار اخذ الأعشاب لمدة طويلة غير محددة بدقة من خبير أو مختص بهذا المجال. ومن هنا تبرز أهمية هذا المجال العلاجي وأهمية أن يكون الممارس لهذه المهنة على دراية ووعي تام وأن يكون صاحب تخصص علمي بهذا المجال.
اجراءات تنظيمية
فمن أهم الإجراءات التنظيمية الواجب إتخاذها لعمل العطارين والمداويين بالأعشاب، حيث يلجأ اليهم الكثير من الناس للتداوي بالأعشاب كونها رخيصة الثمن، حيث يجب أن يكون عملهم و بقاؤهم ضمن ضوابط محددة ومعاير ثابته تضمن السلامة للمريض وكما يلي:
- أن يكون خبراء الأعشاب الطبية مجازين من قبل هيئة طبية مختصة بهذا المجال، حيث يتم منحهم إجازة ممارسة المهنة وفق معايير و ضوابط محددة تتمثل بإمتلاكهم الشهادة العلمية، الخبرة العملية، شهادات تدريبية،.. الخ.
- إخضاعهم للمراقبة والتفتيش بشكل دوري لضمان جودة الأعشاب والمواد المستخدمة ولضمان سلامة الإجراءات وفق المعايير المعتمدة، مع اجراء فحص على الأدوية والنباتات الطبية التي يستعملونها لمعرفه صلاحيتها وإحكام الرقابة على مستحضراتهم العشبية وضبط الجرعة المطلوبة لعلاج المريض.
- إخضاعهم إلى دورات تدريبية بشكل دوري لتطوير مهاراتهم وخبراتهم العلمية في مجال النباتات الطبية و الطب البديل من قبل وزارة الصحة حصراً .
- إستبعاد المدعين وإتخاذ إجراءات رادعة بحقهم وذلك للحفاظ على سلامة المهنة ووثوقيتها كونها تتعلق بصحة وحياة المرضى.
و لا بد من التمييز بين من يمارس مهنة العشّاب كمهنة مكتسبة أو موروثة فقط بدون شهادة علمية أو أكاديمية.
و بين طبيب الأعشاب الذي يحمل شهادة علمية مختصة في الطب أو علم النباتات الطبية فكسَّبَ مهاره علمية منطقية جعلت تعامله مع المرضى والاعشاب تعاملاً مبنى على أساس علمي مدروس ومنضبط وفعال، لذلك يجب وضع ضوابط ومحددات لتفادي أي ضرر قد يصيب المرضى.
وأفضل الحلول التقنين في ممارسة المهنة وإدخال طب الأعشاب والطب البديل مع الطب الحديث في منظومه العلاج والرعاية الصحية.
وضرورة تواجد الاطباء فقط في مجال طب الاعشاب وليس غيرهم ..