الجزيرة العربية في العراق

امير كريم محمد

تشير النتائج الحاسمة للدراسات الاركيولوجية الحديثة ان المؤرخين والنسّابة قد تورطوا ووقعوا في خطأ كبير بسبب المستشرقين عندما بنوا معلوماتهم على اسس جغرافيا الاستشراق واعتقدوا ان اصل العرب و العشائر العربية هو من الربع الخالي في الصحراء القاحلة الخالية من الحياة والاثار والتي تحولت الى جزيرة العرب!!  في حين ان الدراسات الحديثة اثبتت ان المصداق الحقيقي المؤكد من وصف (الجزيرة) العربية هي بالحقيقة منطقة البادية الممتدة طوليا ما بين الموصل وكل غرب الفرات ونازلة الى مملكة عربايا (الحضر) التي هي اصل العرب المتحضرة (الحضرية) و تنزل جنوبا الى جنوب السماوة وباديتها وهذا يؤكد ويثبت حقيقة ان اصل العرب جميعاً هو من بلاد النهرين وليس من الصحراء الخاوية الخالية القفر التي لاتوجد اثار تؤكد وتؤيد وجود تاريخ لامم العرب وممالكهم ومدنهم وحضاراتهم وحواضرهم واسواقهم وتراثهم فيه قطعا ، وان كل عربي في اي مكانٍ كان انما يرجع اصله الى بلاد ما بين النهرين والتي وصفت في الكتب القديمة بانها ارض معد  والادلة والاثار الكثيفة المكدسة تؤيد ذلك وتنفي نفيا قاطعا جازما اسطورة صحراء الربع الخالي التي لايمكن الى اليوم سكنها وقطعها بشكل طبيعي دون وسائل حديثة جدا . ولنا مما حدث بالامس القريب مع عشائر #شمر مثال ودليل وهو الحدث الذي ذكره مؤلف كتاب #البدو والقبائل الرحالة في العراق الاستاذ مكي الجميل من الامثلة القريبة على ان الانسان لابد حتما جزما اكيدا ان يعيش قرب المياه ولايعيش كالضب في ارض قاحلة والا هلك في اول موجة جفاف فكيف نتخيل ونصدق ان امم كانت تعيش في ربع خالي منقطع تماما ولايصل لها زرع الا عن طريق القوافل الشامية واليمنية ولاتوجد انهار ومصادر مياه تجعل هذا السفر يسير بل يمكن لجفاف بئر واحد ان يقضي عليهم للابد كما لو توهمنا ان قصة عبد المطلب وبئر زمزم كانت في الربع الخالي، او ان قصة مسير خالد من بادية العراق الى بادية الشام عبر السماوة وسيوة كانت في الصحراء البعيدة وهو محال ويقدم لنا مثال عن ان جفاف بئر واحد يعني هلاك كل القبيلة فكيف ولماذا تعيش امم قوية كل رجالها محاربون في ربع خالي وتترك الارض الخصيبة ولماذا لاتعيش في اطرافها كما ثبت ويثبت ان ارض العرب هي الجزائر الممتدة من الموصل الى السماوة وباديتها الشامية وهناك توجد البحيرات والصحراء والجبال والبوادي والسهول والشجر والارض غير ذات الزرع والخصب والجدب وانهم يمكنهم الانتقال للسهل فيما لو مسهم جوع ليتخلصوا من الهلاك في ايام وليس ان يسيروا شهور دون ماء او زرع اذا اصابهم الجفاف فهذا محال ولنقرا في هذه السطور لنفهم الحقيقة  .