ثلاث صفعات بوجه بريطانيا
خضير العقيدي
خاض العراق مفاوضات صعبة مع بريطانيا لعقد معاهدة عام 1936 وكان من الجانب العراقي السياسي المخضرم الباشا نوري سعيد ومن الجانب البريطاني وزير الخارجية انتوني ايدن وكان الباشا يستمع املاءاته بكل اهتمام ولما فرغ منها رد عليه الباشا بثلاثة دقات باصابعه الثلاثة على مائدة المفاوضات دليلا على عدم الرضا العراقي قائلا انت تملي علي في هذه الغرفة شروطك ولكن هناك عندما اعود الى بلدي العراق هناك شعب يحاسبني لماذا وافقت على هذه الشروط،
هكذا كانت الدبلوماسية العراقية التي احتفلت بعيدها امس يتمسك المفاوض العراقي بحق شعبه ولا يفرط به حتى وان كان الطرف المقابل يمثل دولة عظمى احتلت العراق فنحن اليوم نصاب بخيبة امل للطرف العراقي الذي يفاوض فلا يهمه الشعب ولا العراق ولا مصلحة البلاد والعباد ولذلك تملى عليه حقوق والتزامات وتنازلات لهذا الطرف او ذاك ولا نعلم ما نجح فيه وما فشل الشفافية في عملنا الدبلوماسي مبنية على التهديد والوعيد وليس لنا حليف دولي يدافع عن اجوائنا فهو الخصم والحكم ولله المشتكى