العطار ينطلق في خطواته الأولى من الحفلات المدرسية
صوت أصيل يجمع بين الحزن والدفء والجمال
بغداد -محمد فاضل ظاهر
يعد المطرب قحطان العطار واحدا من الاصوات الغنائية الجميلة التي كان لها حضورا متميزا في الساحة الغنائية.حيث عاش الفنان قبل مشواره الفني حياة مليئة بالفقر والحرمان والصعوبات بالاضافة الى الالم الذي عاشه لفترات طوال نتيجة فقدان والديه مما شكل حزنا كبيرا في نفسه. والعطار كان يهوى الغناء منذ طفولته وكان متاثرا بالاصوات الريفية ومنها مسعود العماري والفنان سلمان المنكوب وعندما دخل المدرسة الابتدائية في محافظة ميسان -قضاء علي الغربي التي تعد مسقط راسه كان له حضورا مميزا في الحفلات المدرسية ا لتي كانت تقام انذاك حيث اصبح صوتا معروفا على مستوى مدارس القضاء ونتيجة للظروف الحياتية القاهرة التي احاطت به جعلته يغادر محافظة ميسان متوجها الى بغداد عام 1963 ليعيش مع اخيه هاشم في منطقة كم الكيلاني وهي احدى المناطق الشعبية ليكمل مشوار دراسته هناك وليعمل عاملا في فرن للصمون في منطقة البتاويين. و العطار دخل عالم الغناء من خلال برنامج ركن الهواة حيث قدم اغنية (سبتني الحلوة البنية) وهي احدى اغاني المطرب حسين نعمة وكان من ضمن الملحنيين في لجنة الاختبار الملحن كوكب حمزة حيث سمع صوت العطار واعجب بصوته كثيرا وقدمه للجمهور كصوت جديد عام 1971 باغنية المحطات لكنه لم يتمكن من اداءها بسبب تزمت القائمين على المؤسسات الفنية خلال تلك الفترة.حيث استطاع الملحن حميد البصري ان يقدمه لاول مرة للتلفزيون من خلال اغنية (الفرح جنحانة عشرة) كلمات الشاعر كاظم اسماعيل الكاطع. ثم سافر بعدها الى الولايات المتحدة بناءا على دعوة من الجاليات العراقية والعربية مع عدد من المطربين ومنهم ياس خضر وحسين نعمة وصباح السهل عام 1976 لاقامة حفلات غنائية لتكون هذه المحطة نقطة تحول في مسيرته الفنية ليقرر بعدها الاقامة في امريكا حيث قدم في هذه الفترة عددا من الاغنيات منها (تتنور الايام) التي كتبها ولحنها بنفسه وكان ذلك عام 1977 معبرا في هذه الاغنية عن طعم الغربة والتي تجرع فيها اغلب ايامه.
قسم الموسيقى
وبعد 5 سنوات قضاها في الغرية في امريكا عاد العطار الى العراق عام 1980 حيث تقدم للدراسة في معهد الفنون الجميلة -قسم الموسيقى لصقل موهبته الفنية وتخرج منه عام 1982 متخصصا بالة العود ثم توالت اعماله الفنية ومنها اغنية (مو غريبة) كلمات داود الغنام والحان نامق اديب واغنية (سهلة عندك) كلمات الشاعر جبار الغزي والحان محسن فرحان (يكولون غني بفرح) كلمات جبار الغزي والحان محسن فرحان واغنية (لوغيمت دنياي) كلمات الشاعر عريان السيد خلف والحان محسن فرحان واغنية (فرح يهل الفرح) كلمات الشاعر فائق عبد الجليل والحان محمد جواد اموري وكذلك اغنية (بالكيف هو القلب لمن يحب بالكيف) واغنية (لعيونك انت ياحلو) كلمات الشاعر طاهر سلمان والحان طارق الشبلي واغنية (يافيض) كلمات الشاعر كاظم الرويعي واغنية (شكول عليك اكول انساك) كلمات زامــــل سعيد فتــاح والحان محسن فرحان (وياضــــــــوة ولاياتنا) كلمات غازي ثجيل واغنية (سلمت وانت ما رديت السلام) كلمات عريان السيد خلف والحان كمال السيد وكذلــــك اغاني عدة ومنها لا ياحبيبــــــــي لاتنساني وانة روحي وياك وزمان يازمان.
وتتلمذ العطار على يد كبار اساتذة الموسيقى حيث شكل مع صديقه الشاعر الكويتي فائق عبد الجليل ثنائيا رائعا مثلا في اغنية انتانت وبس ودي اشوفك كما كانت للعطار تجارب لحنية حيث لحن للمطربـة اديبـة اغنية (بصراوي عينة مكحلة) كانت سبب شهرتها في هذه الاغنية. وهاجر العطارمن العراق بسبب عدم الاستقرار ولوجود مشاكل مع الانظمة الحاكمة واعتزل الغناء عام 1993 حدادا على ماكان يحل بالعراق واستقر في دولة الدانمارك وفي شقة صغيرة مع رفيقة دربه من جنسية عرببة والذي ساعده على اختيار هذه الدولة لكونها وفرت له حقوقه المادية وحياة كريمة.
وعن رؤية الفنانيين عن المطرب قحطان العطار قال المطرب رضا الخياط لـ(الزمان) امس ان (المطرب قحطان العطار صوت جميل ودافئ ويحمل حالة من الرومانسية الى جانب الحزن وهذا ما جعله يبدع في جميع اغانيه كما كان صوتا مؤثرا في الوسط الفني بالاضافة الى هدوءه ودماثة اخلاقه). فيما ذكر المطرب سعدون جابر ان (العطار طاقة فنية متجددة وكان له ثقلا كبيرا في الاغنية العراقية ولكن غادرنا في وقت مبكر ولم يستمر في مشواره الفني بسبب قراراته المتسرعة). في حين اوضحت المطربة امل خضير، ان (العطار كان صوتا معبرا عن الاغنية العراقية حيث توفرت فيه العاطفة والحس المرهف وكانت سببا في نجاحه وهو فنان لازال يحمل اوجاع شعبه ومتاثرا باوضاع بلده). الى ذلك قالت ميديا نجلة الملحن الراحل محسن فرحان (قدم والدي فرحان عدد من الاغاني للعطار وكانت لها نصيب كبير في مسيرته الفنية) واوضحت ميديا لـ(الزمان) امس ان (لازلت على تواصل مع الفنان قحطان العطار عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث يحمل حنين الوطن ويعيش غربة قاسية). واشارت ان (العطار يزور بين اونة واخرى بلده العراق مغادرا الدانمارك ليحل رحاله في بغداد لزيارة اهله واصدقائه ومحبيه ثم يعود ثانية الى مقر اقامته). مبينة ان (الفنان يتذكر دائما انطلاقته الفنية ووصوله الى عالم الشهرة وكيف كان مطاردا من قبل سلطات النظام السابق). مشيرة الى ان (والدي كان يحمل حالة من (الزعل) على الفنان العطار لكونه لم يسأل عنه حتى قبل وفاته). ويذكر ان قحطان العطار اسمه الفني، اما اسمه الحقيقي فهو قحطان صالح مهدي الكناني ومن مواليد ميسان قضاء علي الغربي عام 1950 حيث بدأ الغناء في السبيعينيات وقدم العديد من الاغاني الجميلة والتي كانت سببا في شهرته ثم غادر العراق واستقر في الدانمارك ليعتزل الغناء عام 1993.