روح بغداد وإغتيال مناطقها الخضراء
سمير عبد الامير علو
تحرص كافة دول العالم على زيادة مساحات المناطق الخضراء ، وليس المنطقة الخضراء ، في مدنها لتحسن بيئتها ومكافحة التصحر وترطيب الاجواء فيما تضطلع منظمات المجتمع المدني ومؤسسات أخرى وأحزاب ،كالخضر ، للتثقيف بهذا الامر عبر وسائل الاعلام وغيرها لعل من أبرزها تنظيم حملات التطوع الجماهيرية لشتل الاشجار والمساحات الخضراء خاصة في الاماكن المهددة بالتصحروذلك بالاعتماد على جهود ذاتية وتبرعات عينية ومادية بهدف المحافظة على التنوع البيئي مما ينعكس تأثيره إيجابيا على الطقس المحلي .
وعلى الرغم من معاناتنا الكبيرة في العراق صيفا جراء الطقس الحار والجاف الذي لايرحم مع درجة حرارة تتجاوز الخمسين مئوية في معظم الاحيان ، الا اننا لم نخط سوى خطوات خجولة جدا في هذا المضمار بل إننا ذهبنا الى إغتيال وتقليص هذه المساحات الخضراء بشكل ممنهج ويومي جراء تمدد العمارات السكنية والمشاريع الاستثمارية التي إنتشرت إنتشار النار في الهشيم وقضت بشكل شبه تام على ماتبقى لنا من مساحات نتنفس من خلالها الماء والخضراء والوجه الحسن!
ولم تحسن أمانة بغداد إدارة هذا الملف الحساس وهو مايفترض ان تعمل بموجبه لأن المساحات الخضراء يجمّل مشهد المدينة ويحسّن طقسها بل ذهبت الى قطع الاف الاشجار المعمرة التي يبلغ عمرها عشرات السنين بحج واهية لعل في مقدمتها أغصانها الكثيفة الممتدة التي تعيق الرؤيا في الشوارع وتساقط أوراقها الموسمية الذي يجهد عمال النظافة ويعطّل عملهم .
وفي الاونة الاخيرة قررت (الامانة العتيدة) اطلاق حملتها لزراعة 5 ملايين شجرة بدءا من الموسم الزراعي الحالي والذي يتضمن زرع 100 الف شتلة وهو رقم متواضع لايتناسب مع حجم المشكل البيئي المتراكم من عقود طويلة ولعل ماينفع الان هو القيام بحملة كبيرة وواسعة وتخصيص يومي وطني للزراعة وهو تقليد كان يعمل به في الانظمة السابقة يطلق عليه عيد الشجرة وهوعطلة رسمية في 21 آذار من كل عام ويشهد احتفالات تتضمن كافة مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المدارس والجامعات يتم خلاله غرس مئات الاف الشتلات كل عام وهو مانحتاجه اليوم لتظل روح بغداد خضراء كما تقول الامانة في بيانها ! .