لم يعُد يثيرنا أي شيء
هند احمد
مواقف .. احداث. سلبية ايجابية وكأنها قد طبعت عقولنا وعيوننا وارواحنا وقلوبنا ، نعم فكثرة الاحداث وتعقيداتها يوماً بعد آخر تجري بسرعة البرق كما الايام والشهور والسنين ولا مجال للحاق بأعمارنا وتطلعاتنا وأمنياتنا التي نسيناها وباتت شيئاً صعب المنال تتطور الاحداث في كل مجالات الحياة في خضم معارك وجدال وصراعات فالاحداث تتسارع في الاختراعات والتكنلوجيا والسوشيل ميديا وفي جميع معتركات الحياة فلنأخذ مثلاً الفضائيات الاذاعات المهرجانات الاحتفالات وجميع المناسبات نتعامل معها كأي شيء عابر وجزء من اداء مهمة فقط…نعم لم تعد تثيرنا .. تذكرت سابقاً في الاذاعة والتلفزيون كنا نداوم دواماً نظامياً(الثمانينات والتسعينات ) الى الالفيات(2003) كنا صباحاً عند تناول وجبة الافطار نجتمع ونتناول احداث مرت باليوم الفائت فكل واحدة تدلوا بدلوها والمهم نناقش ما جرى بالمسلسل الفلاني والتمثيلية التي فاتتنا مشاهدتها فكنا مهتمين باحداث المسلسل أو فلم السهرة أو أغنية لمطرب جديدة.. تذكرت كانت صديقتي سعاد تسألني عن اسم المطرب والاغنية وجاوبتها اغنية(شلك عليَّ يازمن وشرايد) والمطرب مضر محمد (كنت احفظ اسماء المطربين واحفظ الاغاني ) سواء العراقية او العربية …
حقيقة كنا نهتم بما يجري بالساحة الفنية بصورة عامة ويهمنا معرفة التفاصيل.. الان سواء عرفنا او لم نعرف شاهدنا او لم نشاهد سمعنا ام لم نسمع لاشيء يبعث على الاهتمام والاثارة وخاصة لم يعد للاختصاص قيمة في ظل اعلام وثقافة (تشتت) لكثرة الاذاعات الفضائيات وكل يجري حَسبَ مزاجه ومزاج المالك،، فكم كانت سعادتنا حين نجتمع بمحبة وألفة لنتابع هدفا واحدا .. ومازالت في ذاكرة العراقيين بعض اسماء المسلسلات الشهيرة انذاك والاغاني ومطربيها والتمثيليات والمسرحيات حيث الغالبية تتابعها بشغف وحب وتعرف اسماء ابطالها وكم كان الفرح والسعادة حين اللقاء بذاك الممثل او تلك وكأنه التقى بملاك من السماء في ذاك الوقت ،،، أما الان فحدث ولا حرج نراهم يتقافزون هنا وهناك ويدسون أنفسهم في كل مجال غير اختصاصه فالممثل صار مذيعاً والمذيع مقدم برامج ويقوم بالتمثيل والمطرب نراه في التمثيل والتلحين والتأليف و إلى آخره. لم تعد للخصوصية حرمة …أما في مجال الصحافة فالكل صحفيون وفي مجال الشعر الكل شعراء وحدث ولا حرج ،، تشتت واوضاع مبعثرة لم يعد يثيرنا شيء.. سيهلك كل شيء والزوال مصيره،، فالثقة نعمة كبيرة وراحة البال عملة نادرة،، وبالرغم نعم بالرغم من كثرة المجالات والاختيارات ، تبقى الاختناقات في كل شيء…