وسطاء ملف غزة سيقترحون هدنة لأقل من شهر
سكان بعلبك يفرّون من المدينة بعد إنذار إسرائيلي بالإخلاء
بعلبك (أ ف ب) - هرع سكّان مدينة بعلبك في شرق لبنان إلى الطرق للفرار وسط حالة هلع أمس الأربعاء بعدما أصدر الجيش الاسرائيلي إنذارا بالإخلاء لسكان المدينة وقريتين تابعتين للمحافظة الواقعة في شرق لبنان، محذرا من ضرب أهداف تابعة لحزب الله في المنطقة.ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس إنذارا بالإخلاء «لسكان بعلبك وعين بورضاي ودورس»، مرفقا إياه بخارطة للمنطقة، وقال إن الجيش «سيعمل بقوة ضد مصالح حزب الله داخل مدينتكم وقراكم» داعيا إياهم إلى اخلاء هذه المناطق «فورا».وبعيد هذا الإنذار، هرع السكان إلى الطرق للخروج من المدينة التي امتلأت مداخلها بالسيارات، كما شاهد مراسل فرانس برس، منهم من حمل فرشا ووسادات وسط حالة من الهلع. وخلت المدينة تدريجيا من سكانها.وجالت سيارات الدفاع المدني على الطرق وطلبت من السكان إخلاء المدينة عبر مكبرات الصوت، كما شاهد مراسل فرانس برس.وتُعدّ بعلبك من كبرى مدن البقاع. وبعدما بقيت طوال نحو عام بمنأى عن التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، استهدفتها ومحيطها غارات خلال الأسابيع القليلة الماضية. وغادر المدينة أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 250 ألفا.ومنذ شهر، تتعرض منطقة بعلبك لقصف شبه يومي. وتعرّضت أطراف المدينة وقرى عديدة مجاورة لها لقصف اسرائيلي عنيف مساء الاثنين أدى إلى مقتل 60 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة اللبنانية.وأطلقت إسرائيل في 23 أيلول/سبتمبر عملية عسكرية في لبنان بعد نحو عام على تبادلها القصف عبر الحدود مع حزب الله عقب اندلاع حرب غزة، وكثّفت القصف على معاقل حزب الله في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت.وقتل مذاك 1754 شخصا على الأقل جراء الضربات الإسرائيلية على لبنان، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس بناء على بيانات وزارة الصحة، رغم أنه يرجّح بأن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.
الى ذلك سيقدم وسطاء ملف الحرب في غزة اقتراح هدنة «لأقل من شهر» لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ظل تواصل الحرب بين الحركة وإسرائيل بعد أكثر من عام على اندلاعها، بحسب ما أفاد مصدر مطلع على المفاوضات وكالة فرانس برس الأربعاء.وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته بسبب حساسية المحادثات، إن الاجتماعات بين رئيس الموساد ديفيد برنيع ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة، والتي انتهت الاثنين، ناقشت هدنة «لأقل من شهر» في غزة.
وقف حرب
ولفت إلى أن الهدنة تشمل تبادلا للرهائن مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية وزيادة المساعدات لقطاع غزة.وعلى مدى العام الماضي، انخرطت قطر والولايات المتحدة إلى جانب مصر، في وساطة لوقف الحرب الدائرة في غزة وإطلاق سراح رهائن إسرائيليين في القطاع وأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. لكن كل المساعي للتوصل إلى اتفاق باءت بالفشل.وفي محاولة لكسر الجمود مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلنت واشنطن والدوحة الأسبوع الماضي انعقاد جولة جديدة من المحادثات الحضورية في العاصمة القطرية كان من شأنها استكشاف خيارات جديدة.وأشار المصدر نفسه إلى أن «المسؤولين الأميركيين يعتقدون أنه في حال إبرام اتفاق قصير الأمد، فقد يؤدي ذلك إلى اتفاق أكثر ديمومة».والتقى المفاوضون الإسرائيليون وسطاء أميركيين وقطريين في الدوحة يومي الأحد والإثنين في محاولة لضمان نتيجة سريعة للمحادثات من شأنها أن تعزز إرث بايدن، رغم تراجع القدرة السياسية للرئيس المنتهية ولايته مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين إن برنيع التقى وسطاء أميركيين وقطريين في الدوحة، حيث اتفقوا على ضرورة التحدث مع حماس بشأن صفقة لإطلاق سراح الإسرائيليين الذين أُسروا خلال الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.وأشار مكتب نتانياهو إلى أنه «في الأيام المقبلة ستستمر المناقشات بين الوسطاء وحماس لتقييم جدوى المحادثات ومواصلة الجهود لتعزيز الاتفاق».جاء ذلك البيان عقب اقتراح مصري بهدنة لمدة يومين وتبادل محدود للأسرى، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه قد يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.وقال نتانياهو في وقت لاحق إنه لم يتلق المقترح المصري، لكنه كان «سيقبله على الفور» لو طُرح.وجدّد مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار قبل نحو أسبوعين، الأمل في إحياء محادثات الهدنة.وانتهت الجولة السابقة من المحادثات التي عُقدت في آب/أغسطس في مصر وقطر، بناء على تعديل لمقترح أولي قدمه بايدن في أيار/مايو، بدون التوصل إلى اتفاق نهائي.وكان مقترح الرئيس الأميركي ينص في مرحلته الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان في غزة وتبادل للرهائن والأسرى وزيادة المساعدات لقطاع غزة.
على صعيد متصل قتل شخص بغارة إسرائيلية أمس الأربعاء استهدت حافلة صغيرة تابعة لحزب الله كانت تحمل ذخيرة على طريق دولي يربط بيروت بمناطق الجبل وشرق لبنان، ما أدى إلى مقتل سائقها، كما أفاد مصدر أمني، في خضم المواجهة المفتوحة بين الدولة العبرية وحزب الله.وقال المصدر لفرانس برس إن «غارة اسرائيلية استهدفت حافلة صغيرة على طريق الكحالة وقتل السائق»، مضيفا أن الحافلة كان «فيها ذخيرة».وأكّد المصدر أن «الحافلة لحزب الله».وشاهد مصور في فرانس برس حريقا كبيرا اندلع في الحافلة ووصل إلى الأشجار المحاذية للطريق عند موقع الغارة وسط انتشار كبير للجيش والدفاع مدني والصليب الأحمر.وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام من جهتها إن «مسيرة معادية استهدفت سيارة فان على طريق عاريا، مما أدى إلى اندلاع النيران فيها».
قطع طريق
وأفادت عن قطع هذا الطريق الدولي الذي يصل بيروت بشرق لبنان ودمشق بالاتجاهين بسبب «حادث أمني».وقبل نحو أسبوع، قتل شخصان في غارة من مسيرة اسرائيلية في المنطقة نفسها، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي اللبناني حينها.وأطلقت إسرائيل في 23 أيلول/سبتمبر عملية عسكرية في لبنان بعد نحو عام على تبادلها القصف عبر الحدود مع حزب الله عقب اندلاع حرب غزة.وقتل مذاك 1754 شخصا على الأقل جراء الضربات الإسرائيلية على لبنان، وفق حصيلة أعدتها فرانس برس بناء على بيانات وزارة الصحة، رغم أنه يرجّح بأن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.
وقبل أكثر من عام قتل شخصان في الكحالة في اشتباكات دارت بين عناصر من حزب الله وعدد من سكّان البلدة ذات الأغلبية المسيحية، بعد انقلاب شاحنة تابعة للحزب هناك اشتبه عدد من السكان أنها محملة بالأسلحة.وأعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان إثر ذلك أن تحقيقا «بإشراف القضاء المختص» فُتح في «الإشكال» الذي وقع في بلدة الكحالة، وطوقته قوة من الجيش أقدمت على نقل حمولة «ذخائر» من الشاحنة «إلى أحد المراكز العسكرية».