بين الأمس واليوم

عبد الكاظم محمد حسون

في الأمس عندما كان البعث وصدام مسيطر على كل شيء في العراق كان هنالك مبدأ يطبق في الحكم لبقاء السلطة بأيديهم وهي ( انت .. اما معي او عدوي ) ولا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار  واذا اتضح انك ليس على هوى الحزب الحاكم يكون مصيرك الهلاك وتصفى بدم بارد ان لم يكن اغتيال بحادث فيكون بتوقيفك والحكم عليك بالإعدام  ولا تسلم جثتك الشريفة للأهل ولا من حق اهلك اعلان الحداد . وتجد هنالك كثير من منتسبي الحزب او من هم مستفيدين من وجدوه يعملون دون كلل او ملل بترسيخ هذا المبدا فهم يتابعون الناس ويفتشون عن انشطتهم ويحاولون تقديم التقارير لمنظماتهم عن تحركات اي انسان .

رحل البعث وانتهت مرحلته وظهر نظام جديد تحت مفهوم الديمقراطية والحرية  والانتخابات واستبشر العراقيون خيرا وهم يفهمون ان الديمقراطية حكم الشعب ومرت السنيين بعد التغير وسيطر على زمام الأمور أحزاب وتيارات جديدة من قوميات ومذهاب شتى وظهر جمهور وبالتأكيد ان هذا الجمهور بين مؤيد او معارض وهذه لعبة الديمقراطية حيث لا يمكن تحت خيمتها تجد جمهور احادي الهوى فالناس ابدا لا يمتلكون تفكير ومزاج واحد ، وعليه فالاختلاف وارد ولا يجعل الموقف اكثر صعوبة الا اذا استثمر من بعض الجهات للانتقاص من المخالفين بالرأي واتهامهم بأشد العبارات قساوة  تصل إلى درجة التسقيط والتخويين كما كان يفعل الاسلاف ..فإذا كانت تلك الاحزاب قد وفرت لك فرصة في التعين والعمل او كانت سبب في ترشيحك لمنصب معين او قد منحتك فرصة معينه يحلم بها غيرك فهذا لا يعني أنك تنظر لمن يعترض على هذا الحزب او ذاك المسؤول ، بأنه خارج عن القانون وانه مدسوس وهو لا يمارس سوى الاحتجاج والتظاهر  وهذا حق كفله الدستور .

فعندما يخرج المواطن للاحتجاج فهو مجبر على ذلك ولا بطرا وإنما هو يسعي لنيل حقه في العيش الكريم من خلال إيجاد فرصة عمل او انه يحتج على نقص الخدمات او انه يستنكر حالة من الفساد وعليك أن تفهم هذا الموقف وان يكون موقفك إيجابي بعيد عن إسدال التهم والنعوت الغير لائقة فكلنا إخوان ابناء الوطن وعلينا مسؤولية بناء الإنسان وخدمته وتطوره وتقديم ما يحتاج لنيل حياة كريمه له ولأطفاله وعائلته  وان لا نعيد تجارب الماضي الفاشلة ... وكان الله يحب المحسنين .