الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الفنان بين الموالي والضد

بواسطة azzaman

الفنان بين الموالي والضد

قاسم ماجد

 

عند  اندلاع الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي احدثت هذه الحرب  تغييرا في  جميع مفاصل المجتمع العراقي  بما فيه الأغنية العراقية و قد توجه  الملحنين  والشعراء والمطربين للمشاركة وتقديم أغنياتهم  دعما لهذه الحرب

وبرز العديد من الشعراء والمطربين والملحنين  الذين كانت ولادتهم مع اندلاع  هذه الحرب  إضافة إلى تواجد  الفنانين الكبار في الساحة وأصبحت المنافسة على أشدها.والكل قدم اغنياته بنفس المستوى  من خلال  المهرجانات والإذاعة والتلفزيون.

وبعد التغيير الذي طرأ  عام  2003  فرَّ الكثير  من الفنانين خارج العراق  ظناً  منهم أنَّ هناك عقاب يلوح بالفنان لأنهم يدركون  أنهم محسوبين  على   ذلك  النظام  وظلت  عيونهم تراقب المـــــشهد من بعيد وبعد  استقرار الوضع في  العراق أصبحت العــودة إلى الداخل على شكل متذبذب ، باستثناء  البعض الذي ظل  يراقب المشهد  عن بعد  ويراقب  مصير  الفنانين الذين عادوا الى البلد.

 وقد  أطلقت  الكثير من التسميات عليهم من ضمنها  (أبواق النظام السابق) وأصبحت  هذه الصبغة ملازمة للكثير من الفنانين  لكن الغريب  بالأمر  أن  هذه التسمية أطلقت على البعض بينما لم تشمل البعض الآخر فهناك فنانين  حين عادوا استقبلوهم من المطار بالورود واحتفوا بهم  ، بالمقابل  حورب بعض الفنانين بحجة هذه التهمة التي ظلت  ملاصقة لهم وكأنه هؤلاء هم الذين صفقوا  وطبلوا للنظام  ...

وهذا الحال ينطبق على الشعراء أيضاً فهناك شعراء مدحوا وكتبوا  اغاني طول فترة الحرب أحدهم   شنت عليه حملة  بحجة أنه شاعر السلطة وجرّم  ، وشاعر آخر استقبلوه  وكرموه وحتى عند رحيله عمل له تشيع مهيب يليق به مع العلم أن الاثنين كتبوا بنفس المستوى وبنفس المرحلة ، وحتى الملحنيين أيضاً شملهم  هذا التصنيف.

فهناك محلنين التصقت أسمائهم  بذلك النظام بينما هناك ملحنين عادوا معــــــــــززين مكرميــــــن  وأعادوهم  إلى وظائــــفهم ومنحـــــوهم  تقــاعد ولا نعرف المعايير وكيف هذا  التصــــــنيف حدد فالجميع  كانوا في خانة واحدة وصفقوا وغنوا.

والسؤال  هو لماذا رحب بالبعض وغفروا له ؟ والآخر جرم؟

بالمقابل هناك فنانين سواء كانوا مطربين أو ملحنين أو شعراء عاشوا حياتهم في المنفى يقارعون النظام  وأصحاب مواقف حقيقية همشوا ولم يعير لهم احد أي أهمية وحتى حين عادوا إلى البلد لم يلاقوا الترحيب والمكان الذي كان من  المفروض أن يكونوا فيه ورجعوا من حيث ما جاءوا  مكسورين ولسان حالهم يقول يا ليتنا لم نعد .  

واليوـــــــم للأسف  هم نفـــــسهم  الذي صفقوا بالسابق وحصلوا على الامتيازات يحضوا بالاهتمـــام والتكريم وتسيد المشهد الفني من جديد  بينما الفنان الحقيقي صاحب الموقف ركن على الرفوف  وعاد الى المنفى ودفن هناك ..


مشاهدات 44
الكاتب قاسم ماجد
أضيف 2024/11/12 - 3:01 PM
آخر تحديث 2024/11/13 - 8:39 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 184 الشهر 5400 الكلي 10048544
الوقت الآن
الأربعاء 2024/11/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير