فاتح عبد السلام
هناك رسائل متبادلة وسط نيران وادخنة الاحداث الدامية بين أطراف الصراع في هاتين الحربين المندلعتين في لبنان وقطاع غزة. ومن بين تلك الرسائل، مسارعة ايران عبر بعثتها في الأمم المتحدة الى الإعلان عن مسؤولية “حزب الله” على الهجوم بمسيّرة على منزل رئيس حكومة إسرائيل نتانياهو بعد ساعات قليلة من وقوع الضربة. فيما التزم “حزب الله” الصمت اكثر من يوم ليخرج بعدها ببيان خاص و حازم في اعلان مسؤوليته حصريا وعلى نحو مستقل عن اية جهة أخرى، في الهجوم على منزل نتانياهو، في الوقت الذي لم يكن هذا الحزب قد درج على إعلان بيان خاص عن مسؤوليته بعد كل ضربة صاروخية او مدفعية ينفذها في حرب مفتوحة لا احد يستطيع التقاط أنفاسه فيها.
حتى انّ أي متلقٍ للبيان الصادر عن “الحزب” يكاد يرى فيه نفيا قاطعا عن وجود اية مسؤولية لإيران في ذلك الهجوم الذي شنّته مسيّرة كانت تطير بصحبة مروحية قتالية إسرائيلية تحت عدسات ”مصور ما” يقف في مكان معين من جبهة القتال، في «مشهدية” سينمائية مثيرة، تحتمل عشرات التفاسير التي لن تكون بريئة في حرب غير بريئة في أساسها.
توقيت الهجوم على منزل نتانياهو يحرج الإيرانيين بالتأكيد، وليس حزب الله الغارق أصلاً في حرب مجهولة النهايات ولم يبق لديه ما يخسره بعد قائمة صعبة من الخسارات التي لم تنته بعد، بل تتضخم بالساعات والدقائق وليس بالأيام.
بلا شك، انّ مخاوف الإيرانيين كبيرة من أن تقوم إسرائيل بإضافة هدف كبير مواز لهدف قصف منزل نتانياهو الى بنك الأهداف المعد في الهجوم الانتقامي المرتقب ضد إيران. لذلك، بادرت إيران في سابقة من نوعها لتتحدث عن مسؤوليه “حزب الله” وحده على مهاجمة منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية، في براءة علنية صريحة. وأتبعَ ذلك بيان الحزب أيضاً.
إيران تتخوف من أن تكون الهجمات المقبلة تستهدف «الرؤوس الرمزية» أكثر منها نيلاً من القواعد العسكرية والمصالح
العامة. غير انّ الملاحظ هو انّ إسرائيل هي التي شرعت أولا بحرب “قطف” الرؤوس، على أمل انهاء سريع للحرب الا انَّ النتائج حتى الان مخيبة لآمالها بعد اشتداد أوار النيران.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية