الرسالة الأخيرة
محمود السلطاني
بتوقيت القمع والاستبداد . بالضبط عند ساعة الظلم . في دقيقة انتهاك السيادة ، وفي ثانية انقطاع التيار الكهربائي بالتزامن مع حر الصيف الشديد ، وفي بلد يؤسفني أن أقول أصبح يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة .
سيادة المسؤول اكتب لك رسالتي الأخيرة ولا أريد أن أذرف الدموع رغم تراكمها .
سيادتك هل تعلم كم أُماً عراقية فجعت برحيل أبنها ، وكم بيت عراقي نكب برحيل صاحبه . وما هي حجم المعاناة التي عاشها أبناء هذا الوطن الجريح .
وهل تعلم سيادتك لماذا ؟
لا اريد أن اشغل عقل سيادتك بالتفكير لتجد إجابة تحاول إقناعي بها كما اعتدت سيادتك لتبرر لي خطأك ، وذنبك ، وجريمتك التي لا تغتفر. وانا سأجيب عن هذا السؤال هذه المرة واقول لك أن سبب ذلك هو فسادك ، وطمعك ، وانعدام انسانيتك ، وبسبب صفقاتك السياسية الفاسدة و متاجرتك بحقوق شعبك وأبناء بلدك ، وبسبب عدم انتماءك الوطني وعدم شعورك بمعاناة هذا الوطن الذي ذبح من الوريد الى الوريد . وبسبب انشغالك بجمع الأموال وإضافتها إلى حساب سيادتك الشخصي في البنوك غير مكترث لما حل بوطنك وأبنائه من ويلات ومآسي. متناسيا القسوة والظلم الذي تمارسه تجاه أبناء وطنك . عفوا سيادتكم فأنا لا أريد أن أطيل عليك لأني أعلم بأنك سوف تقتلني كما فعلتها سابقاً مع زملائي أصحاب الكلمة والصوت الحر . ودعني أسألك سؤالاً اخيراً واقول لك هل اعددت العدة ليوم يجتمع فيه الخصوم في محكمة العدل والقاضي هو ملك السموات والأرض ...