في أيقونتها الأخيرة.. (الزمان) تجتاح المكان

شيرزاد نايف

بحسب النظرية النسبية للزمان، الزمان يتولد من المكان، أي بدوران (المكان) حول نفسهِ ينجم عنه مراحل التطور الزمني، فيما عدا ذلك؛ لايوجد شي إسمه زمان!. بل هناك (زمكان)ٌ يرقد خارج نطاق تغطية الشهيق والزفير.. لذلك أتذكرعندما كنت قارئاً سباحاً في بحر (الزمان) الغراء، كنت أتنقل باحثاً بلهفة ما بين أروقة الامكنة هنا وهناك كي أحصل على نسخة ورقية لأرويَ بها ضمأ التصفح بعناوينها وأخبارها  وتقاريرها، أجِد دِزايناتها الملفتة تسر الناظرين، في إحدى الايام لم يصل عدد الى مدينة دهوك الكردية العراقية لَربما لأسباب فنية، فتوجهت الى بلدِ لم أكن ببالغهِ إلى بشقِ الأنفس، وهي بلد الموصل الحدباء، في زمنٍ لم يكن التطورالحالي لشبكات التواصل الاجتماعي أليفاً في خانة الصحافة المقروءة.. لكن اليوم باتت (الزمان) تسابق الزمن تتواجد في جميع الأماكن بين يدي القارىء الكِريم؛ بات العدد يصل المكان قبل حلول الزمان، أي طبعة الغد تصل اليوم في جوالك. باتت (الزمان) قمراً يطلع كل مساء من نافذة الكلماتِ!.. كقول القباني.

هذا الوصول والتواصل الفوري لـ(الزمان) جعلني من قارىءِ جيدٍ كاتِباً أرتشف العسل من تفقيع نكهات الصحيفة، من نشر النصوص و المقالات خلال فترةٍ وجيزة لربما بقدر أصابع اليد، لكن النظرية الانشتاينية منحتني شعوراً وكأنني تربعت رأس الهرم، وجدت (الزمان) آخر وطنٍ أولد فيه وأدفن فيه وأنشر فيه كتاباتي. ولم أدري كيف هي مشت إليَ وكيف مشيتُ إليها؟ عندما اخترت المانشيتات والمواضيع الساخنة بل الطازجة للقارىء العراقي من الشمال الى الجنوب.. فما أحلى ان نعيش في وطنٍ واحد.. نتبادل الثقافات تحت غيمة (الزمان) بعيدًا عن رعونة الشمس وحرارة الصيف نحتفي بأيقونتها الاخيرة!.