الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فرنسا : تحالفات اللحظات الأخيرة بين أحزاب اليسار والوسط أمام قوة اليمين المتطرّف

بواسطة azzaman

فرنسا : تحالفات اللحظات الأخيرة  بين أحزاب اليسار والوسط أمام قوة  اليمين المتطرّف 

 

باريس. سعد المسعودي

الانتصار التاريخي الذي حققه اليمين المتطرف بحصوله على حوالي 32 بالمئة، أعلى نسبة حققها حتى الآن، وهي تتجاوز ضعف النسبة التي حققها حزب «النهضة» التابع للرئيس ماكرون مع 14.6 بالمئة، دفع بالرئيس ايمانويل ماكرون إلى اتخاذ قرار أحدث زلزلا حقيقيا في الساحة الفرنسية، بحل البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة وما رافق ذلك من انشقاقات  بين اعضاء الاحزاب التي باتت تهرول  الى الانضمام لليمين المتطرف والوقوف مع جبهة مارين لوبين وجوردن بارديلا .

و الرئيس الفرنسي  في هذه الخطوة يريد من  الناخبين الفرنسيين  تصحيح تصويتهم  في الانتخابات الأوروبية  والتصويت بكثافة في التشريعيات الفرنسية نهاية حزيران /يونيو الجاري  , على امل ان يستعيد الأغلبية  ويستطع ان يكمل بقية حكمه حتى الانتخابات المقبلة 2026

ولكن تقدم التجمع الوطني» أقصى اليمين «  ليس من قبيل الصدفة: إنه يعكس غضبا يأتي من بعيد ويجتاح أوروبا بأكملها، ويغذي قلقا مزدوجا من مخاطر الهجرة غير المنظمة  وتهديد السلم المدني  وقانون التقاعد  والازمة الاقتصادية  وتراجع  عنصر الرفاهية  في عموم اوروبا , فمن غير المرجح أن يتراجع هذا القلق في الانتخابات التشريعية في ال30 من يونيو الجاري .

فسابقة الأوروبيين ليست مطمئنة بشكل خاص. وهناك خوف من أن يحشد ماكرون الطاقات ،ولكن ضده.وحينها, ماذا سيفعل إذا أجبر على تسليم مفاتيح الماتينيون لجوردان بارديلا ؟ وهل سيكون قادرا على مواجهة دعوته إلى الاستقالة? هنا لا اعتراض على إعطائه الكلمة للشعب، لكن من الواضح أنه يلعب بمستقبله ومستقبل فرنسا.

 ماكرون و لوبين

 ان مارين لوبين فوجئت بحل البرلمان  بهذا الشكل  بل كانت تعتقد ان حل البرلمان لن يحدث قبل أيلول/سبتمبر المقبل اي بعد انتهاء الالعاب الاولومبية

   وأدى  هذا الاعلان إلى تسريع جدول أعمال التجمع الوطني  وفي غضون ساعات قليلة ، اضطر جهاز الحزب بأكمله إلى البدء بالتحضير لحملة للانتخابات التشريعية.كما تم تفعيل خطة كانت جاهزة لأشهر عدة، سميت بعملية ماتينيون «اشارة الى مقر الحكومة» وعقد الاجتماع الأول, وبسرعة كبيرة تم اتخاذ قرار مهم  الرئيس الشاب جوردن بارديلا  هو الذي سيقود الحملة التشريعية المهمة بعد أن قاد حملة شرسة وناجحة  الى الانتخابات الاوروبية  . 

وخلال هذا الاجتماع الطارئ ، تم البحث في ضرورة اختيار جميع المرشحين بأسرع وقت وتقديم الطلبات في موعد أقصاه يوم الأحد عند السادسة مساء. إذ تبدأ الحملة رسميا يوم الاثنين 17 حزيران/ يونيو الساعة صفر. كما بدأت كتابة البرنامج الانتخابي, الذي سيكون مزيجا بين ما كان يقترحه التجمع الوطني خلال الانتخابات الأوروبية والانتخابات الرئاسية.

اليسار يلتئم بدون رئاسة ميلنشون

قوى اليسار سارعت من جهتها  لعقدة اجتماعات ، تمكن  من خلالها اليسار من التوصل إلى اتفاق بين أحزابه الرئيسية ، من أجل خوض الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية. جبهة تهدف الى منع  التجمع الوطني « اليمين المتطرف « من الحصول على الأغلبية المطلقة ، وتوحيد الحكومة في ال7 من تموز يوليو المقبل  ولإنقاذ النواب البالغ عددهم 151 في  الجمعية العمومية «البرلمان»

إنجاز المهمة نحو هذا الاتحاد الجديد في وقت أقل مما كان عليه خلال تحالف الانتخابات التشريعية  عام  2022 . ولكنها اليوم لن تكون تحت وصاية رئيس حزب فرنسا العصية « ميلنشون  «الا ان  البعض يحذر من هذه الخطوة التي قد تتسبب بتصفية حسابات بين المرشحين الذين سيكونون عرضة لعدم التأهل للجولة الثانية , هذه الفرضية  لا ترغب بعض القيادات بسماعها, مقتنعة بأن الاتحاد الواسع لا يزال ممكنا. بينما طالبتها النقابات العمالية التي ستتظاهر نهاية الاسبوع  بـالوحدة لمنع الكارثة التي احدثها.

وفي حين يسعى اليسار لتجاوز انقساماته لم يكن التجمع الوطني يوما قريبا من السطة كما هو عليه اليوم وقد باشر حملته من دون تأخير.

 وبات رئيسه الشاب جوردان بارديلا البالغ 28 عاما الذي قاد بنجاح قائمته للانتخابات الأوروبية، مرشحا من الآن لمنصب رئيس الوزراء في حال الفوز في الانتخابات التشريعية

وأكدت مارين لوبان الأحد التي خسرت أمام ماكرون في الدورة الثانية في الاقتراعين الرئيسيين الأخيرين أن التجمع الوطني «مستعد لتولي السلطة

ومن شأن فوز التجمع الوطني بالانتخابات أن يفرض «تعايشا» بين رئيس ورئيس وزراء من معسكرين متعارضين وهو أمر سُجل مرتين في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة في زمن  ميتران والرئيس جاك شيراك.

وبعد قرار الحل المفاجئ، يحاول المعسكر الرئاسي المحروم من الغالبية المطلقة في البرلمان منذ إعادة انتخاب ماكرون في 2022، تنظيم صفوفه

فسابقة الأوروبيين ليست مطمئنة بشكل خاص. وهناك خوف من أن يحشد ماكرون الطاقات، ولكن ضده. وحينها, ماذا سيفعل إذا أجبر على تسليم مفاتيح الماتينيون «رئاسة الحكومة»  لجوردان بارديلا  الشاب الفائز بالانتخابات الاوروبية ؟ وهل سيكون قادرا على مواجهة دعوة بارديلا  لأستقالة  ماكرون  الذي اعطى الكلمة للشعب  وهذا جيد  ، لكن هذه الخطوة صعبة وهي مغامرة قد تهدد مستقبله السياسي  ومستقبل فرنسا .

توقعات المستقبل

فبينما سيحافظ حزب الشعب الأوروبي (يمين الوسط) الذي يدعم اورسولا فون دور لاين على الاغلبية ، فإن المحافظين والإصلاحيين ، بقيادة جيورجيا ميلوني، يحققون زيادة في تمثيلهم. هذه هي حال الهوية والديمقراطية أيضا ، حيث يوجد التجمع الوطني الذي تقوده مارين لوبين اليمين المتطرف والذي سيجمع 65 مقعدا ب3 مقاعد جديدة. اما ليبراليو التجديد ، الذين يشكل حزب النهضة برئاسة ايمانويل ماكرون جزءا منهم , فجاءت خسارتهم ل20 مقعدا من اصل 82

 جوردن بارديلا  اكتسب الشاب مكانة جديدة خلال الحملة الانتخابية، والتي غالبا ما قادها بمفرده. اصبح المفضل وانفجرت شعبيته ، مثل الدخول على سبيل المثال في المركز 30 من أفضل 50 شخصية مفضلة للفرنسيين

على الأرض يتابع وصول بارديلا إلى المناطق الريفية أو الضواحي التي يسيطر عليها اليمين المتطرف , وقد اكتسب ايضا استقلاليته وحافظ على اسلوبه   لإغواء الناخبين المترددين في حزب  مارين لوبان .

ووفقا لنتائج الاستطلاعات والتي غالبا ماتقترب من الارقام  ، سيفوز التجمع الوطني»أقصى اليمين «او اليمين الجديد  بما بين 243 و 305 مقعدا ، مقارنة بـ 89 مقعدا حاليا , فرضية يمكن أن تسمح لجوردان بارديلا بالحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان  ، ب289 مقعدا.وستكون الجبهة الوطنية وحدها في المقدمة ، متقدمة بفارق كبير على الأغلبية الرئاسية ، التي ستحصل فقط على ما بين 117 و 165 مقعدا ، مقابل 246 نائبا. اما حزب الوحدة الوطنية ، الذي فاز بـ 131 مقعدا في الانتخابات الأخيرة ، فسيحصل على ما بين 55 و 79 مقعدا فقط. وللجمهوريين ، سيكون هناك ما بين 44 و 60  منتخبا مقابل 62 مقعدا فازوا بها عام 2022.


مشاهدات 252
أضيف 2024/06/15 - 2:04 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 5:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 270 الشهر 11394 الكلي 9361931
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير