فرنسا: ماكرون يؤازر فرنسا أمام تل أبيب والأخيرة توصي مواطنيها بعدم الحضور
باريس - سعد المسعودي
حثت سلطات تل ابيب مشجعيها على عدم حضور مباراة كرة القدم بين منتخبي فرنسا وإسرائيل المقررة غدا الخميس 14 نوفمبر في باريس، وذلك خوفا من تكرار أعمال العنف التي أعقبت مباراة فريق مكابي تل أبيب الاسرائيلي في أمستردام فيما أعلنت منظمة يهودية يمينية دولية متطرفة , أنها تعتزم تنظيم تجمع في باريس دعما لإسرائيل وضد معاداة السامية، بحضور وزير إسرائيلي يميني متطرف، الأربعاء عشية مباراة كرة قدم بين منتخبي فرنسا وإسرائيل, وسيقام التجمع بعد أسبوع على أعمال عنف ضد مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي لكرة القدم في أمستردام دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى إصدار أمر للموساد بإعداد خطة عمل لمنع مثل هذه الحوادث في الأحداث الرياضية.وأعلنت منظمة بيتار في بيان لها أنه “في 13 تشرين الثاني/نوفمبر في باريس، ستستقبل منظمة بيتار وحركة الطلبة اليهود الفرنسيين وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش” في باريس.وتعتزم منظمة بيتار التي لها فروع كثيرة في أنحاء العالم وتضم أعضاء متطرفين في صفوفها، عقد التجمع على هامش حفل “إسرائيل إلى الأبد” الذي تنظمه شخصيات يمينية متطرفة دعما لإسرائيل.
وقال رئيس منظمة بيتار الدولية ييغال براند في البيان (لقد شعرنا بالفزع مما حدث في أمستردام ومن رد فعل الحكومات).
وأضاف براند (نحن نفحر بأننا صهاينة وليس لدينا أي سبب للاعتذار سنجتمع يومي الأربعاء في باريس والخميس في مباراة كرة القدم التي يهددها الجهاديون أيضا) من جهة أخرى، أعلن قصر الاليزيه الأحد أن الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون سيحضر المباراة التي ستجمع منتخبي فرنسا وإسرائيل لكرة القدم الخميس في باريس. وقالت أوساط الرئيس الفرنسي إن الهدف خصوصا من ذلك «توجيه رسالة صداقة وتضامن بعد الأعمال المناهضة للسامية التي تلت المباراة في امستردام هذا الأسبوع.
حماية المباراة
وأعلن لوران نونييز مدير شرطة باريس -الأحد- أنه ستتم تعبئة ما مجموعه 4 آلاف من ضباط الشرطة والدرك الخميس المقبل لمباراة فرنسا وإسرائيل عالية الخطورة بملعب فرنسا في سان دوني بالجولة الخامسة من منافسات المجموعة الثانية ضمن مسابقة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم.وأضاف نونييز -في تصريح لقناة بي إف إم تي في أن (نشر مثل هذه القوات يتوافق مع العُدَّة المعززة جدا وغير اعتيادية جدا بالنسبة لمباراة دولية).وسيتم نشر القوات البالغ عددها 4 آلاف حول الملعب، وفي حالات نادرة، في الملعب وكذلك وسائل النقل العام وفي جميع أنحاء العاصمة.وتابع نونييز أنه ستتم أيضا تعبئة حوالي 1600 من رجال الأمن في ملعب فرنسا، وستشارك وحدة النخبة بالشرطة الوطنية في تأمين المنتخب الإسرائيلي.
وقال (ستكون مباراة عالية المخاطر، في سياق جيوسياسي متوتر جدا وبعد أسبوع من أعمال العنف في أمستردام بين مجموعات من الأفراد ومشجعي مكابي تل أبيب الإسرائيلي ضمن مسابقة الدوري الأوروبي والتي أثارت إدانات دولية).
العلم الفلسطينيوأوضح (لن نتسامح مع أي تجاوزات أو إخلال بالنظام العام) مضيفاً أنه سيتم (تشديد الرقابة على دخول الملعب لكن الشرطة لم تطلب أن تكون هناك سعة محدودة في الملعب لهذه المباراة).من جهته أكد قائد الشرطة في تصريح نقله موقع آر إم سي الفرنسي أنه سيتم حظر العلم الفلسطيني في الملعب.وأضاف لا يمكن أن يكون هناك سوى أعلام فرنسية أو إسرائيلية، ولا يمكن أن تكون هناك رسائل دعم في الملاعب. هذا قانون).وقد قدر الاتحاد الفرنسي اليوم عدد التذاكر المبيعة للمباراة بنحو 20 ألف تذكرة، وهو رقم بعيد جدًا عن حوالي 80 ألف مقعد متاح في ملعب فرنسا، مشيرا إلى أن شراء التذاكر لا يزال مفتوحًا أمام الجماهير.
منظمات تندد
من جهتها، نددت جمعيات ونقابات وأحزاب يسارية فرنسية بتنظيم هذا الحفل، وانتقدت خصوصا الحضور المعلن لبتسلئيل سموتريتش لكن قائد شرطة باريس لوران نونيز أعطى موافقته على إقامة هذا الحفل. وبعدما طلبت تنسيقية النداءات من أجل السلام العادل في الشرق الأوسط (يورو-فلسطين) إلغاء قرار قائد الشرطة، قضت المحكمة الإدارية بعدم وجود مبرر للإلغاء.
وقالت المحكمة الإدارية في قرارها (مع الإشارة إلى عدم إثبات وجود تهديد واضح ووشيك، يرى القاضي أن الشروط غير مستوفاة حتى يتمكن من إصدار أمر بحظر الحفل.وأوضح نونيز عبر محطة بي إف إم تي في أنه سيتم حشد ما مجموعه أربعة آلاف شرطي ودركي الخميس لمباراة فرنسا وإسرائيل التي اعتبرت عالية الخطورة في ملعب استاد دو فرانس في مسابقة دوري الأمم الأوروبية. واكد قائد الشرطة أن (الوزير الإسرائيلي لن يشارك في الحفل، وقال علمت أنه لن يحضر) مشيرا إلى أن (الحفل يقام سنويا ويشارك فيه بضع مئات من الأشخاص فقط).
وقال إنه سيحرص على أن يقام هذا التجمع “في مكان لا يطرح مشكلة اضطرابات في النظام العام.وهدف الحفل هو تعبئة القوى الصهيونية الناطقة بالفرنسية في خدمة قوة إسرائيل وتاريخها”، بحسب منظميه.من جهتها، كررت إسرائيل مناشدتها لمواطنيها إلى تجنب حضور مباراة فرنسا وإسرائيل الخميس المقبل في باريس، في أعقاب أعمال العنف التي وقعت في أمستردام على هامش لقاء رياضي آخر,خوفا من تكرار سيناريو أمستردام كما طالبت مواطنيها بعدم حضور أي فعاليات ثقافية أو رياضية يشارك بها إسرائيليون في الخارج خلال الأيام المقبلة،ودعا مجلس الأمن القومي الإسرائيليين في بيان إلى «تجنب حضور المباريات الرياضية-الفعاليات الثقافية التي يحضرها الإسرائيليون في الخارج، مع التركيز على المباراة المقبلة للمنتخب الإسرائيلي في باريس.»وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن إسرائيل تلقت معلومات مخابراتية تفيد بأن جماعات مؤيدة للفلسطينيين في الخارج تعتزم إيذاء الإسرائيليين في هولندا والمملكة المتحدة وفرنسا وبلجيكا وغيرها واندلعت اشتباكات يوم الجمعة شارك فيها من وصفتهم رئيسة بلدية أمستردام بأنهم «مجموعات كر وفر معادية للسامية», وأرسلت إسرائيل طائرات إلى هولندا لإعادة المشجعين.
على صعيد آخر قال وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد جدعون ساعر للصحافيين في القدس أمس الاثنين إن إسرائيل تعتبر عدد الاعتقالات إثر الصدامات في أمستردام الأسبوع الماضي «قليل للغاية».
وأضاف «أبلغتني رئيسة بلدية أمستردام أنهم شكلوا فريق تحقيق خاص، لكن يمكنني أن أقول إنه حتى الآن، عدد الاعتقالات قليل للغاية» موضحا أن اسرائيل عرضت مساعدتها في التحقيق في أعمال العنف التي وقعت في أمستردام الجمعة بعد مباراة في كرة القدم بين فريق إسرائيلي وآخر هولندي.