الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأم مدرسة إذا أعددتها

بواسطة azzaman

الأم مدرسة إذا أعددتها

عبدالرضا محسن الملا

 

للام فضائل كثيرة في حياة اولادها عند الحمل ومعاناته وحتى نعومة اظفارهم وفي ذلك قوله تعالى (حملته امه وهناً على وهن- سورة لقمان) والام حريصة على وليدها وتعلقها به وهذا ما وجدناه بأم موسى عليه السلام في قوله جل وعلا ( واصبح فؤاد ام موسى فارغاً ان كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين- سورة القصص) وتتبع اخباره لحين عودته اليها وكما جاء في القران الكريم (فرددناه الى أمه كي تقر عينها ولا تحزن – سورة القصص), وام عيسى عليهما السلام وخوفها على وليدها من القتل لولا عناية الله تعالى ونطقه (وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً- سورة مريم), وفي تأريخنا الاسلامي ان فاطمة الزهراء عليها السلام ذهبت الى والدها خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام بعد ان جائها الحسين باكياً ان جده شمه من رقبته وشم اخيه الحسن من فمه وهل توجد رائحة في فمه؟ وهي التي تعتني بهم نظافة وسلوكاً وتهذيباً؟ وعند شمها فمه فاذا هو اطيب من المسك وخاطبت اباها بأداب النبوة الشريفة عن كسر قلب الحسين, بكى عليه الصلاة والسلام اما ولدي الحسن يموت مسموماً والحسين شممته في نحره لانه ينحر من الوريد الى الوريد, ولنا في اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنهما ذات النطاقين موقفها الشجاع يوم صلب ابنها وتعليقه جاءوا بها لمشاهدته لعلها تتاثر بهذا المشهد الا انها لم تبكيه ونظرت اليه قائلة (اما آن لهذا الفارس ان يترجل) وافشلت نواياهم السيئة, وللام مكانتها في الريف العراقي الاصيل ترفع من شأن ابنائها وشحذ الهمم ومن هوساتها (عربيد اسم امك يا هيبة), وجرت العادة لدى معظم الامهات في مجتمعنا الحبيب عند سهرهن على اولادهن يرددن الترنيمة السومرية (دللول يالولد يا ابني دللول..عدوك عليل وساكن الچول..) وحينئذ يتذكر الابن الوفي حكايات والدته الطيبة بعد البلوغ يردد المأثور الشعبي الذي يقول ( أحن للوالدة ولذة حجيها.. مشتاك الكلب ويريد ليها..) والام وطن يستظل بها ابنائها وفي هذا قول الكاتبة والمؤلفة الاردنية دانييلا قرعان ايضاّ (اننا ننتمي الى امهاتنا مثلما ننتمي الى اوطاننا), وقد انصف قانون الاحوال الشخصية النافذ رقم 188 لسنة  1959 الام وحفظ كرامتها وضمان حقوقها من حضانة ونفقة وأرثاً, قانون جاء على انقاض اجتهادات دينية متخلفة اكل الدهر عليها وشرب وعقليات عشائرية فجة وفي محيط ضيق.. وتبقى الام الصالحة مدرسة بدأ من الولادة وحتى البلوغ واحسن شاعر النيل حافظ ابراهيم في ابياته الشعرية الرائعة بحقها :

الام مدرسة اذا اعددتها          اعددت شعباً طيب الاعراق

 


مشاهدات 13076
الكاتب عبدالرضا محسن الملا
أضيف 2024/10/20 - 10:53 PM
آخر تحديث 2024/12/12 - 5:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 101 الشهر 4769 الكلي 10060864
الوقت الآن
الخميس 2024/12/12 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير