فاتح عبد السلام
هناك انزعاج في لبنان من تصريح مسؤول إيراني كبير، نقلته صحيفة فرنسية يفيد بأنّ إيران مستعدة للتفاوض من أجل تطبيق القرار الدولي 1701. اغلب السخط من اللبنانيين كشعب وبعض الاستياء ذو طابع رسمي ولو انه خجول عبر رد من رئيس الحكومة اللبنانية المؤقت.
هل تتجه الاتصالات الإيرانية التي يقودها وزير الخارجية بين عواصم المنطقة في اتجاه بحث حل ملف لبنان الذي تطويه ايران تحت الابط، عبر الشقين الحربي والسياسي؟
إذا كانت الأمور تسير في هذا الاتجاه، فإنّ المأزق اللبناني بعد ان تنتهي الحرب الإسرائيلية الغاشمة على البلد الضعيف، سيكون كبيرا على الصعيد السياسي وربما على صعيد السلم الاجتماعي واستقرار الشارع والتوافق النسبي بين الطوائف.
إيران تؤكد انها لم تدخل الحرب ضد إسرائيل، وان تضرب كرد على هجمات طاولتها، لكن في الجانب الاخر، فإن هناك من لا يرى ان ايران التي تغذي وكلاءها لكي يستمروا بالقتال نيابة عنها على أساس من استراتيجية ان تبقى النيران بعيدة عنها، وان تبقى المفاتيح الكبرى بيدها لاستخدامها عند التسويات الخاصة بمستقبلها. هي ذاتها غير معنية باستراتيجية الحرب الرسمية ضد إسرائيل وأنها ليست قضيتها.
لقد تورط من تورط في معركة توقيتاتها وامكاناتها بيد ايران حصرا، وانّ هذا الدرس يمر امام العيون في العراق ، وانّ الذين لا يريدون أن تعلموا أي عبرة، سيكونون خارج مشهد الدولة العراقية وارضها وسيادتها، او ان تتورط الدولة كلها في منزلق ليس لها أي تخطيط بشأنه، فالعراق اليوم ليس يواجه قرار عربيا والتزاما مطوبا في حروب العام 1948 او حرب 1967 او 1973، هناك سياق جديد لحركة التاريخ العربي وعلاقته بالصراع مع إسرائيل، وهنا لابد ان يكون للدولة قراءة دقيقة وقرارات ذات رؤية.
ايران تقول صراحة عبر رئيس البرلمان الخاص بها انها تريد ان تقرر ما يجب ان يكون من استحقاقات في لبنان ، الدولة العربية ذات السيادة والعضو في الجامعة العربية والبعيدة جغرافيا عن حدودها ، فما هو وجهة نظر ايران الحقيقية إزاء « مواقف واستراتيجيات» يمكن ان يتبناها العراق المجاور للحفاظ على أراضيه وشعبه وسيادته؟
رئيس التحرير-الطبعة الدولية