فاتح عبد السلام
السلطات البريطانية أعلنت انّ نصف السرقات اليومية السريعة المتفاقمة تخص الهواتف النقالة، وتقف عصابات مدربة خلف ذلك، في ظل أزمة معيشة ضاغطة والعقوبات المتهاونة، وهذه الأزمة لن تكون تبريراً لحدوث الجرائم. غير انّ مقتل شاب سعودي-21 سنة- طعنا ، وهو طالب مبتعث في مرحلة دراسة اللغة الإنكليزية في معهد في مدينة كامبيرج فجّر تعليقات واسعة تضج بالمخاوف والتخويف في مواقع التواصل الاجتماعي بين الخليجيين في داخل بلدانهم أو الموجودين في بريطانيا، ولندن على وجه الخصوص.
في مدينة جامعية مثل كامبرج، كل حركة للسكان مرتبطة بالتوقيتات الدراسية، وتكاد الحركة تكون معدومة بعد الساعة السابعة مساءا، ويكون خروج أي شاب، لاسيما اذا بدا غريباً، بعد الحادية عشرة وحيدا في شوارع لا يعرف عنها الكثير فرصة سانحة ليقع صيداً سهلًا للصوص الذين تحت المخدرات لا يترددون في طعن أي شخص يمتنع عن اعطائهم ساعته أو هاتفه النقال أو محفظته.
لندن، هي قبلة السياحة الخليجية منذ عقود بعيدة، ولن يغير ذلك جريمة نكراء منفردة، حققت الشرطة البريطانية بسرعة وقوة فيها وقبضت على اثنين من المشتبهين وتبحث عن الثالث.
هناك مسؤولية مشتركة أيضاً، لابدّ أن تنتبه اليها الملحقيات الثقافية ودوائر ابتعاث الطلبة الخليجيين في ضرورة ادخال جميع الطلبة قبل ارسالهم الى لندن أو سواها في دورة ارشادية من ثلاثة أو خمسة أيام، يتم فيها اطلاعهم على طبيعة المدن وقوانينها والجامعات وتركيبية المجتمعات التي سيتنقلون للدراسة فيها. هناك بديهيات تخص عدم المكوث في ساعات متأخرة بشكل منفرد في أماكن يحذرها البريطانيون أنفسهم ليلاً فكيف للغرباء؟ فضلاً عن تعليمات أساسية لابد من الالتزام بها سواء في لندن او باريس أو اية مدينة غربية. ولا ننسى انّ نسبة السرقات في موسم الحج وفي الحرم المكي وحول الكعبة المشرفة هي الأعلى من أي مكان آخر بحسب الفترة الزمنية ومحدودية المكان، ولا يمكن أن يدفع ذلك الناس لعدم الذهاب للحج التي تبذل السعودية اقصى طاقاتها وخدماتها في تنظيم موسمه، والسرقات والجرائم هي جزء من حياة البشر في كل مكان.
أمّا الخليجيون عامة فلابدّ أن يعوا خطورة أن يرتادوا أماكن محددة في مركز لندن، وقرب محال تجارية فخمة ومعروفة كل عام، ويراهم المتربصون مرتدين أغلى الساعات وحاملين حقائب اليد النفيسة، فضلا عن ارتياد أماكن لهو تكثر فيها الجريمة عادة.