فاتح عبد السلام
كل الاحداث الكبرى باتت مُعلقة بموعد الانتخابات الامريكية، ولا احد يريد ان يتوقع اية نتيجة لحل سياسي في غزة او لبنان إلا بعد تلك الانتخابات، وبات الأطراف وبينها دول وزعامات تراهن على هذا الموعد السياسي الدولي “المقدس” وتربط مصير عدد من القضايا به .
غير انّ التغييرات الجوهرية من الصعب ان تحدث بمجيء رئيس جديد للولايات المتحدة، حتى لو عاد ترامب نفسه. فالولايات المتحدة تحكمها تحالفات كبرى واستراتيجيات قد لا تتغير كل خمسين سنة مرة، وليس كل أربع سنوات كدورة انتخابية. وهذا لا يعني ان لكلب إدارة جديدة في البيت الأبيض لمسات هنا وهناك، لاسيما في الاتفاقيات الدولية في التسليح، والتجارة، وسباق الفضاء، والتكنولوجيا.
الذي يهم المنطقة العربية، هو الدور المنتظر من واشنطن لإيقاف حربين كبيرتين، الاوى تجاوز عمرها سنة ولا أمل لجميع الوساطات التي شهدتها، والحرب الثانية لا تزال في مراحلها الأولى، وتتعثر الوساطات الخاصة بها قبل ان تبدأ واولى عثراتها المطالبات الدولية بتنفيذ كامل لقرار مجلس الامن 1701، وهذا يعني ببساطة فيما يخص الفقرة الأهم ، انهاء الدور العسكري لحزب الله وعودته الى مصاطب السياسة مع أقرانه من القوى اللبنانية التي سلّمت سلاحها بعد انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية. حتى هذه الساعة يوجد منطق آخر مضاد تماماً ولا تراجع فيه وسط حرب ضروس ، وهذا المنطق تقوده ايران بوصفها قائدة المحور ذي «الساحات الموحدة» وجنودها على الأرض في جنوب لبنان هم عناصر حزب الله. لذلك سواء جاء رئيس جديد للولايات المتحدة من الجمهوريين او استمر الديمقراطي في الحكم بوجه جديد، فإن كل الجهود سوف ترتد الى المربع الأول دائما، وهو مربع المحور الإيراني الذي يستطيع في أي وقت ايقاد الشرارة هنا او هناك، وخارج اية توقيتات متوقعة من أي طرف.
التعنت الإسرائيلي في قطاع غزة يراهن على ورقة الانتخابات الامريكية، وستدرك إسرائيل يوماً انّ ما كان لها من دعم قبل مجيء رئيس أمريكي جديد، هو الأفضل لها على الاطلاق. وان رهاناها على الرئيس الجديد، ليس خاصا بها فزعماء المنطقة يراهنون نفس الرهان ولهم مصالح كبيرة مع الولايات المتحدة، وان اصغاءها لصوت الأردن او مصر فرصة متاحة امامها وتضيعها في كل مرة.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية
fatihabdulsalam@hotmail.com