إتحاد الأدباء والكتاب يقيم المهرجان الثاني لقصيدة (الهايكو)
اللغة والذائقة قادرة على إستيعاب وكتابة الشعر
بغداد - حمدي العطار
انطلقت فعاليات مهرجان (الهايكو) بنسخته الثانية على قاعة الجواهري يوم الجمعة الماضي بمشاركة عدد من الشعراء والنقاد المهتمين بهذا اللون من الكتابة الشعرية ومن محافظات العراق .تحت شعار (للثقافة حق مجاني)
واوضح رئيس الجلسة على حرص اتحاد الادباء والكتاب ان يلاحق كل التطورات في الكتابات الشعرية ،الهايكو الشعر الوافد من اقصى الشرق نحو بلاد العرب وكان عليه ان يتوقف كثيرا امام ضفاف الرافدين تلك البلاد التي هي اول من كتب ملاحم الشعر وأول من علم العالم الكتابة
كلمة الامين العام
رحب الشاعر عمر السراي بالضيوف القادمين من محافظات العراق (حضوركم طرز العاصمة بألق) واوضح اهمية هذا المهرجان «لأن الجذور التي تحملها في ثنايا لغتنا وحضارتنا بحيث تستطيع أن تؤصل لكل فن جديد، ولا ندعي ان الهايكو كان له وجود عندنا لكن من سمات اللغة العربية تستطيع ان تستوعب كل شيء وأي فن جديد، انها تمثل مصير امة وان تعبر اجتماعيا وتواصليا» واضاف (ان النسخة الاولى من مهرجان الهايكو عقدت عام 2021 في ظروف صعبة وسط جائحة كورونا واستطاع الشاعر «علي القيسي» تأسيس هذا النوع من الشعر ، لتكون النسخة المخصصة للهايكو الان لكي تعبر عن اهمية هذا الفن الشعري من قبل الاتحاد، وان انطلاق نهر جديد لا يعني طمر نهر قديم، وتقدم بالشكر الى امانة الشؤون الثقافية واللجنة المتخصصة لهذا المهرجان وللحضور الكريم متمنيا تحقيق المتعة والفائدة شعريا ونقديا في الجلسة الاولى الصباحية وشعريا وادبيا في الجلسة الثانية عصرا، على ان تكون السنخ القادمة من مهرجان الهايكو أكثر أتساعا.»
الجلسة الصباحية
ادار لجلسة الصباحية الشاعر علي القيسي الذي اوضح « من الفخر ان يكون الادب محور حديثنا ، وشعر الهايكو الوافد الجديد محط الاهتمام» وقدم د. حازم هاشم في جلسة حوارية بعنوان ( الهايكو اسئلة وتحديات)
هل الهايكو حاجة شعرية؟
اجاب الباحث حازم هاشم قائلا « الهايكو وصل الينا متأخرا وواجه تحديات واسئلة ، وعن ماهية الهايكو قال: « الهايكو يعني الكلام الممتع او الكلام للتسلية بالترجمة من اللغة اليابانية،وهو شعرياباني متكون من 3 اسطر و17 مقطع صوتي،ومن اشترطات الهايكو هو ان ينأى تماما عن الانا ، الانا المتجذر في الشعر العربي لأن الشعراء عندنا يخلقون عوالمهم، والشرط الثاني هو يأخذ من الطبيعة لحظة آنية يعبر عنها شعريا لا يلاحظها الناس من شدة بساطتها وبديهيتها، الشرط الثالث : المشهدية ، هي لاحشو فيها تعبر عن احساس عميق ، وهي ليست نسخة من قصيدة النثر او الومضة والشعر الوجيز لكنها تشترك مع كل هذه الاجناس!»
هو يوجد تأصيل من خلال اعادة صياغة المنتج الادبي ؟
-غياب اتقان لغة ثانية للشعراء والنقاد يؤثر كثيرا في جعل الهايكو عراقيا لإختلاف الثقافة والحياة بين اليابان والعراق فيحدث التفاوت ، اجتهد علي القيس مع مجموعة من شعراء قصيدة الهايكو بعد مرحلة التعريب لعرقنة الهايكو ليكون نصا عراقيا ، لكن لا يوجد فقط اعتراض على هذا الوافد الجديد بل هناك دائرة تسقيط، حاول علي القيس نحت مصطلح (التصويرية) بدلا الهايكو! التأصيل لم نصل الى هذه المرحلة ، ثم فتح المجال للمتداخلين وقدم كلا من (الناقد يوسف جويعد والناقد امين الموسوي والناقد حمدي العطار) مداخلات واسئلة للباحث المحاضر ، وشارك في نهاية الجلسة رئيس اتحد الادباء والكتاب «علي حسن الفواز بمداخلة اوضح فيها « ان اي موضوع جديد يثير هذا الجدل وهذا الصخب والاسئلة، لا يوجد الان جنس ادبي فريد ، وما عادت الهايكو تستدعي هذه الشروط القاسية ..القدرة على اعادة كتابة الاشياء تعتمد على المهارة الفنية ..الهايكو هو الان نص وقصيدة الهايكو خرجت عن هويتها اليابانية ، ولم تعد يابانية البوذية والامبر اطورية حينما كانت قصيدة الهايكو جزء من الطقوس الدينية والطبيعية وجزء من الحضارة اليابانية القديمة ..لأن اليابان تحولت من طبيعة ارضية الى طبيعة تكنلولوجية ولا اظن الياباني اليوم يكتب الهايكو بنص قديم ..نص الهايكو لم يعد مقيدا بهذه الاشتراطات ..تقشرت وتغيرت وانتقلت الى بيئات متنوعة وصارت قصيدة الهايكو متأثرة بالاضافات البيئة التي انتقلت اليها، نحن الان نعيش في عصر العولمة ، ولم تعد المخاوف القومية والهوية تؤثر على ثقافتنا ..علينا اعادة آليات الفحص النقدي ..والخلاصة ان الهايكو يمكن ان يكتبها اي شاعر .