الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
جيل لا يتّقن اللغة العربية

بواسطة azzaman

جيل لا يتّقن اللغة العربية

لينا ياقو يوخنا

 

ان الجيل الحالي يفهمون ويتحدثون اللغة الإنجليزية اكثر من العربية على الرغم من اعتماد الاخيرة في منهاج التربية والتعليم اي في المدارس والجامعات عدا بعض التخصصات العلمية في كليات الطب والصيدلة والخ...,والتي يجب ان تكون بالانجليزية. وان السبب في تحدثهم بها بطلاقة او فهمها على اقل تقدير يعود لاستخدامهم للأجهزة الذكية ومتابعة المحتوى الشائع في مضامين تطبيقاتها والتي غالباً ما تكون بالإنجليزية مثل الرسوم المتحركة واغاني الاطفال والتي تقدمها او تنتجها دول الغرب بلغتهم الام لاهتمامهم بفئة الاطفال بالدرجة الاولى والحرص على تقديم كافة الحقوق لهم ومحاسبة من يخالف ذلك لذى تبذل كافة الجهود في انتقاء ماهو مناسب لهم من برامج ترفيهية وثقافية وبحرص شديد لحماية صحتهم النفسية والبدنية ولكي يكونوا اعضاء فاعلين في مجتمعاتهم.

وبغض النظر عن اختلاف الثقافات بين المجتمعات والذي ينعكس في المحتوى المقدم بهكذا تطبيقات وهذا ليس محور حديثي لكن الواقع ان النسبة الاكبر من صغار السن ينجذبون لتلك الثقافة ويتابعونها بحرص وينعكس ذلك في ترديدهم اغاني الكارتون وتقليدهم طريقة حديث بعض الشخصيات وتأثرهم بابطال الرسوم المتحركة وهذا ما جعل مستواهم في الانجليزية متقدم وبالمقابل تراجع مستواهم في لغة البلاد الرسمية وهي العربية ويعزو ذلك لندرة المضامين التي تعنى بصغار السن خاصة في العقدين الاخيرين فلا اهتمام من قبل المؤسسات المعنية سواء شركات الانتاج الإعلامية والثقافية والتربوية بتقديم البرامج الهادفة باللغة العربية والتي تؤثر بشكل كبير في اتقان افراد المجتمع للغتهم الرسمية منذ صغرهم والتي كانت تقدم بشكل مكثف في السنوات ما قبل 2003 مثل البرامج الترفيهية-التعليمية: افتح ياسمسم, المناهل, فضلاً عن مسلسلات الكارتون التي كانت بعضها مدبلجة للغة العربية الفصحى مثل: نيلز, سالي, مغامرات الفضاء- جريندايزر, اوسكار, بالإضافة الى مسلسلات؛ عدنان ولينا, مغامرات بسيط, وايضاً افلام الكارتون مثل: بحيرة البجعة, الفصول الاربعة والخ..., كل هذه المضامين ساهمت بشكل كبير في اتقان الاجيال السابقة للغة العربية اكثر من الجيل الحالي.

شهادات عليا

ان المناهج و الطرق التقليدية في التدريس ساهمت بشكل كبير في تراجع مستوى نسبة ليست بالقليلة من التلاميذ والطلبة بل وحتى اصحاب الشهادات العليا فالبعض منهم لا يفرقوا بين حرفي” ض “ و” ظ “ منذ صغرهم. وان مناهج اللغة العربية لم تتغير اغلبها منذ عقود من الزمن وكذلك طرق تدريسها الكلاسيكية التي تعتمد على حفظ القصائد دون فهمها وكذلك إعراب الجمل في الامتحانات والواجبات المطلوبة والتي يخفق فيها الكثيرين اذ تُشرح بدون استخدام اساليب توضيحية والتي لا تتواجد في المدارس ولا حتى الجامعات لذا يتم الاعتماد على طريقة التلقين والمطلوب حفظها دون فهمها ولهذا الفئة الاكثر تأثراً بهذه الاساليب هم الصغار اي تلاميذ المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية والذين يحتاجون اكثر للتوضيح باستخدام عناصر الجذب كتلك التي تستخدم في التطبيقات الإلكترونية من حيث الالوان والرسوم المتحركة وعلى الرغم من كون الاساليب والمناهج ذاتها منذ عقود لكن كما ذكرنا ان الاجيال السابقة هم الافضل في اللغة العربية والسبب وجود برامج –المذكورة آنفاً- تهتم باللغة العربية وتقدمها باسلوب شيق وجذاب دون ان يشعر المقابل بالملل بل بالعكس زادت شغف الكثيرين بتعلمها وان لم يتخصصوا بها لكن على الاقل اتقانها من حيث الكتابة والكلام بطريقة صحيحة وهذه البرامج ساهمت بشكل او بأخر بتعويض الجانب او الحلقة المفقودة في أسلوب تعليم اللغة في المدارس المعتمد على الجانب العملي-الترفيهي. اما اليوم ومع كثافة المحتوى المقدم باللغة الانجليزية وغياب المحتوى المقدم باللغة العربية الفصحى وتقليدية مناهج واساليب حصص اللغة العربية في المدارس بل وحتى الجامعات ساهمت بتراجع مستوى الافراد باللغة العربية وتقدمهم بالإنجليزية.

ولتحقيق التقدم في اللغة العربية يجب تغيير المناهج خاصة في المدارس والتي غالباً ماتكون صعبة لمستوى ادراك الصغار وكذلك اعتماد اساليب حديثة في التدريس وذلك باستخدام التطور التكنولوجي الحاصل واستثماره لمصلحة صغار السن من اطفال وحتى مراهقين في المراحل الابتدائية والثانوية بما يلائم استيعابهم وادراكهم للمحتوى المقدم من خلال الاطلاع على تجارب الدول المتقدمة في مادة اللغة, ولكي يصبح مستوى المتعلمين باللغة العربية بنفس مستواهم في اللغات الاجنبية الاخرى. مع الاخذ بالاعتبار ان تعلم الافراد لغات عدة تعد خطوة ايجابية ومهمة كما هو مهم ايضاً لو كان مستواهم في لغة بلادهم الرسمية ايضاً متقدم.


مشاهدات 352
الكاتب لينا ياقو يوخنا
أضيف 2024/10/16 - 10:58 PM
آخر تحديث 2024/11/24 - 2:33 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 332 الشهر 10250 الكلي 10053394
الوقت الآن
الأحد 2024/11/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير