إنّا أخطأنا يا بيروت..
براعم علي العگيدي
مع حلول ذكرى الموت في غزة، ومع مرور سنة في قياس الزمن تعادل مئات من السنين العُجاف، و العرب تتفرج على مسلسل الموت الذي تؤلفه وتخرجه القوات الصهيونية ، وتدير دفة الانتاج فيه، القوات الاميركية…. اليوم ، تبدأ اسرائيل اخراج حلقات مسلسل جديد من الموت والقصف الوحشي في بيروت، ففي ليلة وضحاها، شنت إسرائيل غارات عنيفة على مختلف المناطق اللبنانية، خلفت حتى الآن الاف الجرحى والشهداء…
ونحن مازلنا نمثل دور المتفرج ، نقلب بين محطات التلفاز البائسة، ونضع علامات الاعجاب على الانستقرام لفيديوهات نزار قباني وهو يصرخ منذ اعوامٍ مضت ((ياست الدنيا يابيروت..
من باعَ اساوركِ المشغولة بالياقوت
من صادَ خاتمكِ السحريّ
وقصَّ ضفائركِ الذهبية!!! ))
سينما الموت لم تنته افلامها، ودراما الصهاينة تنتج المزيد من مسلسلات الدم والحروب والعنف واللارحمة!!! والعرب يتفرجون..
طال جلوسكم امام شاشات الهاتف و التلفاز، وهُزمت عروبتكم، فسحقاً لعروبتنا الارملة، فليس في كتب الحاضر الا الاتراح!!!
سحقاً لعروبةٍ مات عرابها، ولم تنته حتى اليوم سنين العدّة!!! عروبتنا تلبس السواد معلنة الحداد على (شوارب )الرجال واشباه الرجال…
فلسطين الحزينة، بغداد الحزينة، دمشق الحزينة، البسوا سوادكم واعلنوا عزائكم.. وستنضم لكم بيروت بفستانها الاسود ..
نعم فستان بيروت الاسود… أنا لا اعلم هل الاسود يليق بنا.. ام نحن نليق به؟؟؟؟!!!!!
تساؤلات لن تجب عنها الايام!!!
(( يا ست الدنيا يابيروت
قومي من تحت الردم كزهرة لوز في نيسان..
قومي من حزنكِ
إنَّ الثورة تولد من رحم الاحزان…
قومي اكراماً للغاباتِ وللأنهارِ وللوديان..
قومي إكراماً للإنسان
إنّا أخطأنا يابيروت
وجئنا نلتمسُ الغفران…))