محطة تأمل
حسين الصدر
-1-
اذا سألت الراكضين وراء المنافع الدنيوية :
هل حصلت من الدنيا على ما تريد ؟
لأجابك :
لا
وهنا يمكنك ان تقرأ له قول القائل :
يا خاطب الدنيا الى نفسه
تَنَحَ عَنْ خِطبتها تسلمِ
إنّ التي تخطِبُ غرّارة
قريبةُ العرس الى المأتمِ
فاذا كان لم يحصل من الدنيا على ما أراد منها رغم انصرافه بالكامل اليها فيكف به مع الآخرة التي لم يعمل لها أصلا ؟ ..!!
-2-
ومن القصص المثيرة التي تذكرنا بحقيقة الدنيا وتحولاتها الرهيبة قصة ام جعفر البرمكي .
لقد نقل عن محمد بن عبد الرحمن الهاشمي صاحب صلاة الكوفة انه قال:
دخلتُ على أمي يوم النحر ( أي اول أيام عيد الأضحى ) وعندها امرأة برزة جلدة في أثواب رثة ،
فقالت لي :
أتعرف هذه ؟
قلت :
هذه عبادة ام جعفر البرمكي
فسلمتُ عليها ،
ورحبتُ بها ،
فلانة حدّثينا ببعض أموركم
قالت :
أذكر لك جملة فيها عبرة
لقد هجم عليّ مثل هذا العيد ،
وعلى رأسي أربعمائة جارية ،
وأنا أزعمُ أنَّ جعفراً عاقٌ لي ،
وقد أتيتكم يقنعني جلد شاتين أجعل احدهما شعارا ، والأخر دثاراً
راجع تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج8 ص 156-157
-3 –
وقد رأينا بأم أعيننا رجالاً من الأثرياء أسقط عنهم الطاغية المقبور الجنسية العراقية وسفرّهم الى خارج الوطن وصادر أموالهم وثرواتهم بذريعة الأصول الفارسية التي ينتمون اليها ..
لقد حلت على بعضهم الصدقات
وقد جاءني احدهم في الشام وتمثّل ببيتين قائلا :
ولو كنتَ كما كنتَ
مدحنَاك بأبياتْ
ولكنّك أفلستَ
ومَنْ أفلَس قد ماتْ
نعم
هذه هي الدنيا في تقلباتها ، فالحذر الحذر من الغرور والركون اليها فانّها غدّارة لا تؤتمن .
نسأله تعالى أنْ يُنجيَنا وايّاكم من فتنتها وغوائلها .
Husseinalsadr2011@yahoo.com