الغوص في أعماق ماكتبه عبد المجيد بالعدد 8000
ثامر مراد
النص الذي كتبه الأستاذ أحمد عبد المجيد يسرد تجربة شخصية غنية للكاتب في الصحافة خلال أربعة حروب، منها جائحة كورونا، التي يصفها بأنها «الحرب الكونية» التي لا تشبه أي حرب سابقة. ويبرز النص دور جريدة «الزمان» خلال تلك الأزمات، وكيف واجهت التحديات المتعاقبة بروح من الابتكار والصمود.
يشير الكاتب إلى أنه عاصر أربعة حروب، ولكنه يخص بالذكر جائحة كورونا باعتبارها حربًا مختلفة كليًا عن الحروب التقليدية. فهي حرب لا ترى فيها العدو ولا توجد ساحات معارك واضحة. الجائحة، بأعداد ضحاياها الهائلة، تجسد الحرب الأعنف التي عاشها العالم بأسره، وتطلبت تغطية إعلامية خاصة، تواكب التحولات السريعة والمخاطر غير المرئية.
الجائحة فرضت تحديات جديدة على الصحفيين، منها العمل في ظل الحجر الصحي والخطر المستمر للإصابة. ولكن «الزمان»، تحت قيادة الكاتب، كانت قادرة على الاستمرار بفضل إصرار العاملين فيها على عدم التوقف، بل تكيفوا مع الظروف من خلال اللجوء إلى العمل عن بُعد واستخدام التكنولوجيا الحديثة لضمان استمرار صدور الجريدة.
يبرز النص دور الجيل الشاب في الصحيفة الذي تمكن بفضل مهاراته التقنية من تجاوز العقبات التي فرضها الحجر الصحي. يظهر هذا الجانب كيف أن «الزمان» كانت سباقة في اعتماد الحلول الرقمية، مثل استخدام برنامج «الناشر الصحفي» للعمل من المنازل، وتوزيع المهام بين المصممين والمحررين المنتشرين في مناطق مختلفة من بغداد وخارجها. هذا الابتكار ساهم في استمرار الجريدة، بل وتوسعها إلى 12 صفحة رغم الأوضاع الصعبة.
قيادة صحفية
يوضح النص أن الاستمرارية التي حققتها «الزمان» كانت بفضل القيادة الصحفية المرنة والفعالة. يعترف الكاتب أن النجاح يعود أيضًا إلى النظام الإداري في الصحيفة، الذي يعتمد على اختيار الموظفين وفقًا للكفاءة المهنية.
حتى في أوقات الأزمات، مثل انقطاع سكرتير التحرير، تمكن الفريق من الحفاظ على صدور الجريدة بدون أي تعثر.
يشير الكاتب إلى أن «الزمان» كانت أول جريدة محلية تلجأ إلى إصدار أعدادها اليومية بتقنية «أون لاين» خلال الحظر الصحي، وهي تجربة فريدة وغير مسبوقة. هذا يدل على سرعة تكيف الصحيفة مع الواقع الجديد، ومهارة الفريق في تنظيم العمل عن بُعد بكفاءة. يسرد الكاتب كيف أن الجريدة، رغم الأزمات المالية التي مرت بها البلاد بسبب انخفاض أسعار النفط وتمدد داعش، استطاعت الحفاظ على فريقها من الكتاب والصحفيين، حتى وإن كانوا متطوعين، بفضل شعورهم بالمسؤولية تجاه الجريدة واستعدادهم للعمل تحت ظروف صعبة.
النص يعبر عن روح الصمود والمثابرة التي تميزت بها جريدة «الزمان» خلال تحديات عدة، من الحروب التقليدية إلى جائحة كورونا. نجحت الجريدة في الحفاظ على دورها الريادي بفضل ابتكارها وقدرتها على التكيف مع الأوضاع، إضافة إلى قيادة صحفية واعية وفريق مخلص.
هذا النص يمثل شهادة على أن الصحافة يمكن أن تزدهر حتى في أحلك الظروف، عندما تتوفر الإرادة والإدارة الحكيمة.ملاحظة(في اليوم الثاني من تحرير الفاو في حرب الثماني سنوات عندما قُطعت قدم مصور التلفزيون الألماني بلغم عند السدة الترابية وكنت أنا مسؤول الترجمة كاد أن يُغمى علي فصرحت على الشاب أحمد عبد المجيد –اسكب على رأسي قليلا من الماء وركض أحمد وجلب قنينة ماء وسكبها على رأسي فعدت إلى حالتي الطبيعية – شكرا أحمد أنقذت حياتي).