نموذجان مختلفان
نوفل الراوي
ايامنا تكفلت بأن تجعلنا نقف مشدوهين بين نموذج سلبي يمارس يومياته داخل المجتمع و يبث سمومه بيننا دون ان يخشى أحد و نموذج اخر مفعم بالحيوية والإصرار على مواجهة رغم كل الظروف القاهرة التي طوقته من كل جانب .. و المشكلة ان هذا النموذج و ونقيضه يحظيان باهتمام الناس بهما و تتبع أخباره و الاهتمام بكل شاردة ، أو واردة تتعلق به ؛ لكن فرق شاسع عن النموذج الإيجابي الذي اريد ان اتحدث عنه ، ونقيضه النموذج السلبي الذي نما في زمن الغفلة..
فشابة مثل نجلة الدايني جديرة بأن نتوقف عندها طويلا ؛ كونها استطاعت أن تحقق للبلاد ما عجز عنه الاخرون .. نجلة كانت فقدت ثلاثة من أطرافها في حادث ارهابي هز بغداد قبل أعوام لكنها لم تستسلم ؛ بل تمكنت من ملاواة القدر حتى تغلبت عليه حين لجأت إلى الرياضة و اختارت كرة المنضدة و اعطتها جل وقتها .. حتى تفوقت وتمكنت من الحصول على الوسام الذهبي في المنافسات الباراولمبية التي ضيفتها فرنسا مؤخرا .. لقد حققت نجلة ما عجز عن تحقيقه الرجال افستحقت التكريمات التي انهالت عليها من كل صوب فهي ترند حقيقي حري بنا الاحتفاء به .. أما الصورة المتناقضة مع هذا هي ملايين (اللايكات) التي يحصل عليها والتافهون ومروجو الأكاذيب و أصحاب الألسن النتنة الذين يبنون مجدا زائفا وقد فاتهم انهم لا يفعلون سوى ما ينفر الناس عنهم .. حقيقة شتان ما بين الصورتين ؛ لكن ماذا نفعل ازاء هذه المهازل التي تكبر رغما عنا ؟