الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لماذا أحب جريدة (الزمان) ؟

بواسطة azzaman

لماذا أحب جريدة (الزمان) ؟

 

عبد المنعم حمندي

 

أحب الزمان وصاحبها جريدة وعاملين لأسباب مهنية وأخلاقية . بعد احتلال العراق اعتكفتُ وقاطعت النشر في الصحف العراقية وكنت أنشر قصائدي ومقالاتي في الصحف العربية ، وأتخذتُ موقفاً صارماً بالضد من العملية السياسية معارضاً لها وداعماً للمقاومة في مواجهة المحتلين وذيولهم، وكان قلمي السلاح الذي به أنافح عن شعبي وثوابتي الوطنية. وترتب على ذلك أن أستنفر الضمير الوطني للتصدي للأحتلال وأتباعه وكنت أرى هذه  واحدة من مهمات الشاعر في كل زمن ، حالي حال العديد من شعراء العراق الذين تصدوا للمحتل وقاموه بكل الوسائل . ولكن ما يميز الأدب المقاوم في  العراق بعد عام 2003 هو ظروفه القاسية البالغة الشراسة، التي تحداها وعاشها.

مقص الرقيب

وفي خضم هذا الظرف الصعب دعاني  رئيس تحرير طبعة العراق للكتابة والنشر في جريدة الزمان ،أن أكتب ما أشاء ولا أخشى مقص رقيب،  وبعد أيام أجرت الزمان أطول حوار صحفي معي بعد الاحتلال من قبل الأديب الراحل رزاق ابراهيم حسن ونشر في صفحة كاملة. ومن ثم توالت قصائدي ومقالاتي منشورة على صفحاتها.

كانت جريدة الزمان ومازالت مؤسسة اعلامية رائدة  سلطت الضوء على معاناة الشعب و المجتمع ووظفت جهودها في نقل الإخبار المحلية والدولية أولاً بأول وكانت السباقة في هذا الميدان ، فهي لم تكن جريدة خبر فحسب  بل هي جريدة رأي وفكر وثقافة ومعرفة ،  ونافذة في الإعلام والتربية والتوعية والتثقيف  والكشف عن خفايا التاريخ السياسي والذاكرة الزاخرة بالأحداث  مخلصة للوطن  والضمير المهني ,  كونها شاهد عيان وحارس الذاكرة والعين الساهرة على ما يدور في وطني من إيجابيات وسلبيات، ومن أحداث وقضايا، ترى  من حق الجمهور التعرف عليها، بل أكثر من ذلك فإنها تقوم بمراقبة السلطة التنفيذية وغيرها من السلطات والمؤسسات في المجتمع إذا تجاوزت حدودها وخرجت عن المصلحة العامة وتحايلت على القانون.

ضمير مهني

كنت اراقب علاقتها بالسلطة،  فلم تجامل مسؤولاً على حساب الحقيقة والمواطن ولم تحدد علاقتها   بما يساير منهج الحكومة والبرلمان ، وكل همها ضميرها المهني وارضاء الجمهور  لكي يحظى بتغطية إعلامية مسؤولة، نزيهة وموضوعية بعيدة عن التزوير   والتشهير والابتعاد عن الانتهازيين و الاستغلاليين والسياسيين الذين يتهافتون على المؤسسة الإعلامية من أجل الظهور الإعلامي والعلنية بهدف التلميع والاشهار وتوظيف الخطاب الإعلامي  لمصالحها وكانت جريدة الزمان حاضنة  لحرية الفكر والرأي والتعبير والنقد والبناء سواء كانت الحكومة راضية أو غير راضية .  ومن الوفاء أن نقدم التهاني الخالصة لها في يومها المجيد واحتفالها ببلوغ العدد 8000 ، لأن الوفاء عملة نادرة  كونها تتعامل بأحترام وتقدير لكل الأقلام  الوطنية ولكل المبدعين ،ولا أنسى في هذه المناسبة أن أشيد بدور الدكتور سعد البزاز رئيس  مؤسسة الزمان الدولية وصاحبها في دعمه للمبدعين من الأدباء والكتاب والصحفيين ورعايته للفقراء والمرضى والمظلومين ، لم يبخل عليهم بمال وتقديم مساعدات مادية ومعنوية ، وسيسجل التاريخ مواقفه الكثيرة بفخر وعرفان ، فلم ينكث وعداً وما ردّ سائلاً ،  اضافة إلى  أنه يحمي الصحافة  والإعلام من فرض رقابة مسبقة أو لاحقة ويرفض التدخل الحكومي في شؤون المؤسسة الإعلامية وتحديد أداء مهامها.

 تهنئة من القلب للزمان ،مؤسسة وعاملين صحفيين وفنيين وكتاباً  رائعين . لهذا أحب جريدة الزمان ، والسلام

 


مشاهدات 335
الكاتب عبد المنعم حمندي
أضيف 2024/10/01 - 1:55 AM
آخر تحديث 2024/11/19 - 2:43 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 79 الشهر 9203 الكلي 10052347
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير