عن هذا الزمان
حسب الله يحيى
(الزمان) الجريدة التي ولدت عراقية تعيش في المنفى، كان من المحظور والمحذور علينا قراءتها والكتابة على صفحاتها.كنا نغامر في الحالتين.. مغامرة القراءة تعني اننا نريد أن نعرف، مغامرة الكتابة تعني أن كلماتنا أثمن من أرواحنا. وعندما حلت « الزمان» بين أهلها، كانت وفية بهم ومعهم ومن اجلهم..
لذلك كنا نجد في صفحاتها ملاذا للبوح بهمومنا وعصارة افكارنا.
كانت « الزمان» ولم تزل، تفتح قلبها وهي تستقبل غابات كلماتنا، سواء اتفقت مع نهجها وطروحاتها، ام لم تتفق.. المهم ان تمتلك موقفها ورؤيتها وبوحها الصادق.
نعم.. وجدنا في « الزمان» منبرا له القدرة على احتمال ما نحتمله من منغصات وعقرات وهموم، فكانت خير من يستمع إلينا، ويحمل أصواتنا على فضاء الحربة.
هذا نهج جريدة احببناها، بوصفه حبا متبادلا، بين صفوة العاملين الذين يؤمنون بخطاب ربانها العذب والاصيل والجميل : سعد البزاز، وصولا إلى حامل راية الطبعة العراقية الزميل المعتق : أحمد عبد المجيد ووقفاته الطيبة النبيلة في الزمن الصعب..اذن.. مضت «الزمان» بكل ما تحمله من عذاباتنا، تتخطى زمانها، تخاطب كل الازمة، وصولاً الى زمن نقي، خال من الظلم والتعسف وكتم الأصوات..
لكن من فرط المحبة، ومن أفق الثقة والاعتزاز والإهتمام، ان لا تكون صفحاتها الثقافية.. يتيمة تتنفس كل أسبوع حسب، وانما نريدها يومية وأكثر من جناحين.. حتى تظل منبرا مضيئا في حياتنا الثقافية.. يستقبل الهم الثقافي والمعرفي والإبداع.. إلى جانب الهموم العراقية التي تحمل «الزمان» كل اعبائنا بصدر رحب، وعقل نير، وقلب محفوف بالانتماء الكلي للوطن والمواطنة النبيلة.