8000 سنة وأمنيات مشروعة
علي إبراهـيم الدليمي
بعد إحتلال العراق، والتغيير السياسي الكبير الذي حصل في العراق، العام 2003، تصدرت واجهات مكتباتنا، مطبوعات صحفية جديدة متنوعة وكثيرة جداً، ومختلفة الإتجاهات الأيدلوجية الفكرية، ما بين جريدة يومية ومجلة إسبوعية، مزينة بمانشيتات مغرية في محتويات موضوعاتها، وبتصاميم وإخراج فني وصحفي جميل وباهر.. وملونة، لم نألفها من قبل!! مما لفتت وجذبت أنظار القراء لإقتنائها، ومتابعتها، فكانت المواصلة والتفاعل معها، والنشر فيها، والإعجاب بها.. من قبل الجمهور عموماً، وهكذا استمر الحال.. إلى أن بدأت من هذه (المطبوعات) تتساقط الواحدة بعد الأخرى، فمنها توقفت بسبب عجز وغياب التمويل المالي لها، وهي معذورة أكيد، وبعضها توقفت بسبب نهجها العنصري (الأصفر) التي لا تليق للمباديء الوطنية للقاريء العراقي، ليركلها الجمهور الوطني إلى الهاوية من غير رجعة. وبعضها أصبحت أصوات (نشاز) بعيدة عن النهج الوطني الموحد الأصيل، لا أحد يستسيغ صوتها الرجعي، وقد ذهبت ادراج الرياح العاتية. وبعضها الآخر أصبحت مشاريع تجارية مربحة (تلعب على الحبلين) حسب كمية ونوعية دعم (الممول) لها مهما كانت غايته!!
وها.. نحن اليوم نحتفي بوصول إصدار جريدة الزمان بالعدد (8000)، منذ إنبثاق إنطلاقتها الأولى، وهي في المهجر، ولكن عقيدتها وروحها ونفسها وتواصلها (عراقية قح).. لم تتعثر ولم تتوقف، رغم كل المصاعب التي ألمت بالعراق، من داخله وخارجه.. ورغم كيد الخائبين الحاقدين الذين حاولوا تهميشها ومحاربتها، وأيقافها..فكانت وما زالت صامدة قوية، تنقل الحقيقة، أينما كانت، كما هي بالكلمة والصورة، بدون رتوش أو مبالغة أو تهويل، تعتمد المصداقية، لكي لا تدخل مع متاهات المتصيدين بالماء العكر، وهم كثيرون جداً.
مسيرة ناصعة
بقيت (الزمان) محافظة أصيلة على نهجها الوطني الخالص وسياستها الصحفية الصحيحة. ففشل الحاقدون عليها وعلى مسيرتها الناصعة. وبقيت تواصل رسالتها الإنسانية والإبداعية وفق المعايير الديمقراطية والأخلاقية المرسومة لها.. بأقلام كبار أصحاب الكلمة الطيبة الوطنية العراقية والإنسانية الخالدة.. وبجميع ألوانهم وأطيافهم وعقائدهم الفكرية. ولتصبح بالتالي صوت عالمي يومي تتسابق عليها المواقع الصحفية والإعلامية الأخرى، داخل العراق وخارجه، للإستفادة من مصدرها الصحيح.
أنا شخصياً منذ بدأت النشر فيها بمقالاتي العمودية المتنوعة، ومتابعاتي الفنية والثقافية المتواصلة، ورسوماتي الكاريكاتيرية الناقدة، لم ترفض (الزمان) أو تهمل أي مادة لي، لإحترامها مبدأ الرأي الحر مع الجميع.. في نقل أصواتنا التي فيها معاناة المجتمع، وكشف السلبيات ومحاولة تقويمها، ونقل الحقائق الغائبة عن أنظار المؤسسات الرسمية في كل مفاصل الحياة.. لكي تتخذ الإجراءآت الفورية.. فضلاً عن نشر لغة الإبداع والإيجابيات في نشاطات جميع الأجناس الثقافية والفنية والعلمية والرياضية الشاملة من أجل ترسيخ وإدامة بناء العراق العظيم.
تبقى (الزمان) صحيفتي المفضلة، بصفتي كاتباً فيها وقارئاً نهماً لها، (طبعاً مع بضع صحف أخرى، جديرة بالإحترام والمتابعة).
أمنياتي المشروعة، أن يكون لها ملحقاً ثقافياً/ فنياً «إسبوعي أو نصف شهري» أو حتى شهري، يلاحق نشاطاتنا الكثيفة التي تقام في جميع محافظاتنا العزيزة.. ويباع بمبلغ زهيد، مثلما أتمنى أن ينتقل تصميم الصفحة ما قبل الأخيرة، إلى الصفحة الأخيرة نفسها لانها تضم موضوعات عراقية خالصة، وتكون الصفحة الأخيرة الحالية بدل ما قبل الأخيرة. كما أتمنى تخصيص مساحات لنشر «الكاريكاتير» السياسي والإجتماعي، كون الكاريكاتير لغة عالمية نحتاج إيصال أصواتنا من خلاله لجميع العالم.
ومن الله التوفيق والنجاح والسداد لجميع أسرة التحرير وعلى رأسهم الصحفي المخضرم الكبير الأستاذ الدكتور أحمد عبد المجيد.. وكل عام والزمان بخير وإبداع متواصل ويارب تدوم 8000 سنة قادمة.