الأزياء العراقية تستعرض آلافاً من السنين على خشبة الألكسو
اليوم الثقافي.. عرس تأريخي رافديني في خضراء العرب
تونس - الزمان
ضيفت الخشبة التونسية فعاليات عراقية متعددة ضمن منهاج اليوم الثقافي العراقي في العاصمة تونس الذي اقيم الاسبوع الماضي منها عرض فلم وثائقي عن تأريخ العراق من إنتاج القسم الإعلامي في وزارة الثقافة والاثار والسياحة ، تلاه تقديم عرض للأزياء التأريخية تعبّر عن حضارة العراق، قدّمته الدار العراقية للأزياء، لتقدّم بعدها فرقة التآخي لوحة راقصة عن تأريخ التعايش في كركوك.وقدمت فرقة أنغام الرافدين عرضاً موسيقياً للچالغي البغدادي وقراءة المقام العراقي بحضور الفنانين قيس الأعظمي وطه غريب، لتقدّم بعدها فرقة وتر من الموصل بقيادة المايسترو محمد محمود وبحضور الفنان عامر يونس، مقطوعات من التنزيلات الموصلية للملا عثمان الموصلي والأغاني التراثية الموصلية.و قبل ختام الحفل قام وزير الثقافة أحمد فكّاك البدراني الذي يترأس الوفد بتكريم المطرب التونسي لطفي بوشناق الذي حضر الأمسية، مثنياً على مجهوده في خدمة الفن والموسيقى والثقافة على مدار عقودٍ خَلَتْ.واعربت الوفود الدبلوماسية وسفراء الدول العربية و الجمهور التونسي الحاضر في الأمسية، عن عميق شكره وامتنانه للوفد العراقي لما قدّمه من عروض مبهرة وثقافة غنية وتأريخ حافل، عادّاً اياها خطوة اولى ومهمة في انفتاح باقي الدول على محيطها العربي واتخاذ نفس الخطوة لعرض تراثها وثقافتها وموسيقاها في مقر المنظمة العربية الجامعة للثقافة والفنون والتربية.
وتأتي اقامة اليوم الثقافي العراقي ضمن بادرة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم هي الأولى من نوعها منذ تأسيس ، واقيمت فعاليات اليوم بحضور المدير العام للمنظمة محمد ولد أعمر، وسبقالفعاليات الفنية ، حفل ابدأ بعزف السلام الجمهوري العراقي، لتجري بعدها وقائع توقيع مذكرة تفاهم لبرنامج تنفيذي ثقافي بين الوزارة والمنظمة، تستمر لسنوات قادمة، يتبادل فيها الطرفان الخبرات والأفكار والمشاريع، وإقامة الأسابيع الثقافية بين العراق والبلدان العربية ذات الإمتداد التاريخي الواحد والعميق، ألقى بعدها ولد أعمُر و البدراني كلمتين بالمناسبة، عبّرا فيها عن سعادتهما بهذا الحدث الثقافي المهم والمتفرّد، وقدّما الهدايا التذكارية التي تعبّر عن تأريخ وحضارة العراق وتونس.وعلى هامش الأمسية الثقافية، اقيم معرضاً للفن التشكيلي العراقي، ضمّ قرابة 40 عملاً فنيّاً لتشكيليين عراقيين من داخل العراق وخارجه، وبمواضيع تنوّعت بين المدارس التشكيلية المختلفة.
وأهدى البدراني لوحة فنية من أعمال الفنان قاسم محسن الى وزيرة الثقافة التونسية أمينة الصرارفي بمناسبة تسنّمها مهام عملها وزيرة للشؤون الثقافية في تونس، متمنياً لها (النجاح والسداد في مهامها)، مبدياً (استعداد وزارة الثقافة العراقية للتعاون المشترك في مجالات الفنون المختلفة ، وإقامة معارض الكتاب، والمعارض التشكيلية وتأسيس الملتقيات الأدبية).
التراث العراقي
كما قدّمت الدار العراقية للأزياء، ، وبحضور البدراني، و أعمر، ومدير الدار وكيل الوزارة للشؤون الثقافية فاضل محمد حسين، عرضاً للأزياء التأريخية على خشبة مسرح المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في تونس. واشاد ولد أعمر (بالدار وما شاهده من إبداع في استعراض آلاف من السنين، واستحضار العديد من الحضارات، وتصوير التراث العراقي بأبهى صوره، والذي جسّدته ملكات وملوك بابل وسومر و أكد وآشور، وبحضور العشرات من الجمهور العربي المثقف، و التوّاق للفن والموسيقى والجمال.
فيما تسلّمَ الرئيس التونسي قيس سعيّد، وخلال استقباله وفد وزارة الثقافة والسياحة والآثار، مُمثلاً بالوزير أحمد فكّاك البدراني، هدية الدار العراقية للأزياء، والتي قدّمها البدراني لسعيد، والمتمثّلة بعباءة عراقية (بشت) مشغولة يدوياً، ومطرّز عليها بخيوط الكلبدون المُذهّب، البيت الشعري المعروف لشاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري :
حَيّيـتُ سفحَـكِ عن بُعْدٍ فحَيِّيني
يا دجلـةَ الخيـرِ يـا أُمَّ البـسـاتيـنِ
وابدى سعيّد إعجابه الشديد بهذه الهدية القيّمة، مقدّماً الشكر للوزارة والدار والقائمين عليهما، لما لاقاه من دقة في الإنتاج ورقي في التطريز و أصالة في شكل العباءة، واستخدام أبيات الشعر في تطريزها بطريقة مبكترة وجميلة، مثنياً على (ملاكات الدار والأيدي الماهرة التي تعمل للحفاظ على عراقة الحضارة العراقية، وأصالة الشعب الضاربة جذوره بعمق التأريخ).
من جانبه أكّد الوكيل الثقافي للوزارة ومدير عام الدار العراقية للأزياء فاضل محمد حسين، أن (هدية الأزياء للعباءة هي رسالة حضارية بين العراق وتونس)، مبيناً أن (الأزياء العراقية تمثّل سفيرة الثقافة والجمال العراقي في أي بلد تتواجد به).
وضمن إطار زيارة الوفد الثقافي العراقي للعاصمة تونس، وتزامناً مع إنطلاق فعاليات اليوم الثقافي العراقي في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم- ألكسو، شارك البدراني كضيف شرف الإدارة العليا للمنظمة العربية، في افتتاح ملتقى الألكسو الأول للباحثين الشباب في التراث الثقافي في الوطن العربي، بمقر المنظمة في العاصمة التونسية.واشارولد أعمر بكلمته الى (أهمية زج الشباب في ميدان العمل البحثي والأكاديمي للحفاظ على الموروث الثقافي المادي وغير المادي في الوطن العربي، والعمل على تفعيل الإتفاقيات الخاصة بذلك).
بينما استعرض البدراني بكلمته (تأريخ طويل ومهم من العمل الشبابي في ميدان التراث والآثار، والموروث من العادات والتقاليد التي تناقلتها الأجيال وحافظت عليها، لتصبح تراثاً تعتز به الأمم وتعمل من خلال شبابها على بناء تراث ثقافي وفكري جديد للأجيال القادمة).وأجرى بعدها الوزير، وعلى هامش الملتقى حواراً مع إذاعة الشباب في شبكة الإذاعات الوطنية التونسية، ليختتم أعمال الجلسة الأولى من الملتقى بتفقّد المعرض الشخصي للفنان العراقي المغترب علي رضا سعيد، ومجموعة أعمال من نتاجات المنظمة العربية رفقة ولد أعمُر.
وخلال الزيارة تم التباحث ضمن اجتماعات حول التعاون الثقافي المشترك، إذ أشاد ولد أعمر بمبادرة جمهورية العراق بإطلاق اليوم الثقافي العراقي، في مقر المنظمة العربية، عادّاً اياها سابقة مهمة، ومبادرة متميّزة في تاريخ المنظمة منذ تأسيسها، والتي ستصبح حافزاً لباقي الدول الأعضاء لإقامة مثل هذه الأيام الثقافية، في مقر المنظمة الجامعة للثقافات العربية.الإجتماع تطرّق أيضاً الى تمثيل العراق في المنظمة العربية، وأهمية دعمه في المرحلة المقبلة، تقديراً للطاقات الثقافية والتربوية العراقية، والحفاظ على مكانة العراق الريادية والتي تُعدّ بطليعة الدول العربية قي العمل الثقافي المشترك.كما طلبت المنظمة من العراق دعم الدول التي تحتاج لدعم استثنائي في مجالات الثقافة والتربية والعلوم، والتي تضم جيبوتي وجزر القمر و الصومال، وبناءً على توصيات جامعة الدول العربية لدعم هذه البلدان بكل الطاقات والعمل على نهضتها.وقدم البدراني مقترحاً أن تضع المنظمة العربية كمظلة ثقافية جامعة، تقويماً ثقافياً لتبادل إقامة الأسابيع والأيام الثقافية في البلدان العربية وعواصمها، داعياً الى تعاون ثقافي عربي مشترك، تكون المنظمة فيه الراعية الأم والمسؤولة عن مدّ جسور الثقافة العربية.